* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
منذ أكثر من خمسة عقود وإسرائيل تواصل سياسة نهب الأرض الفلسطينية رغما عن أصحابها الأصليين، المستوطنات اليهودية التي قارب عددها مائتي مستوطنة، تتوسع على حساب الأرض الفلسطينية ولقمة عيش المزارعين الفلسطينيين..
كان الفلسطينيون في عقد الأربعينيات يزرعون أرضهم، يبيعون محاصيلهم ويشترون ما يحتاجون، أسواقهم عامرة بالمنتجات المحلية.. وفي غفلة من التاريخ ضاعت الأرض لصالح العصابات الصهيونية ليجد المزارعون الفلسطينيون أنفسهم بلا عمل، وتحت ضغط الحاجة وعدم توفر مصادر الرزق في الأراضي المحتلة عام 1967م (الضفة الغربية وقطاع غزة) توجه العمال الفلسطينيون إلى العمل في أرضهم التي احتلت عام 1948م التي أصبحت تعرف ب إسرائيل.
بعد أن انقطعت السبل بشريحة كبيرة من الشعب الفلسطيني، (شريحة العمال) أصبح العمل في إسرائيل هو مصدر رزقها الوحيد، إذ لا تتوفر لها مصادر رزق ذاتية ولم تستوعب الدول العربية لأسباب سياسية هذه الشريحة خشية من تحقيق مآرب دولة الاحتلال في تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها الأصليين، ورفضت هذه الشريحة في فترات متفاوتة الهجرة من أرضها إلى دولة أوروبية، رغم توافر العمل هناك..
قوات الاحتلال الإسرائيلي تحارب العمال في لقمة عيشهم، المغمسة بالعرق والدم
وفي انتفاضة الأقصى التي تفجرت منذ زهاء الأربعين شهرا واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قمعها وإذلالها للعمال الفلسطينيين في أماكن عملهم، تحاربهم في لقمة عيشهم المغمسة بالعرق والدم.
العامل الفلسطيني يخرج من بيته في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، قاصدا مكان العمل داخل إسرائيل، ويمارس الجنود الإسرائيليون على الحواجز والمعابر سياسة الإذلال والعقاب الجماعي بحق عمال فلسطين..
يقول عمال فلسطينيون من قطاع غزة في أحاديث متفرقة مع الجزيرة: في أعقاب العملية الفدائية التي نفذتها الأم الفلسطينية (ريم صالح الرياشي) في معبر بيت حانون «ايرز» شمال قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة حوالي عشرة آخرين، اصبحت الإجراءات الإسرائيلية أكثر صرامة بحق العمال الفلسطينيين المتوجهين للعمل داخل إسرائيل.
معبر بيت حانون «ايرز» يشهد خلال هذه الأيام ازدحاما شديدا بالعمال نتيجة إجراءات العرقلة والتفتيش التي يتعرضون لها من قبل الجنود الإسرائيليين، حيث فرضت سلطات الاحتلال مجموعة من الإجراءات والترتيبات العسكرية المشددة عند المعبر..
وحسب شهادات العمال التي سجلتها الجزيرة يصاب كل يوم عشرات العمال الفلسطينيين بجروح ورضوض وحالات اختناق شديدة جراء ممارسات جنود الاحتلال بحقهم في معبر بيت حانون، أثناء توجههم إلى أعمالهم داخل إسرائيل.
وأكد عدد من العمال المصابين ل(الجزيرة) أن قوات الاحتلال فرضت إجراءت تفتيش شديد الصرامة ومذلة ومهينة بحق العمال الفلسطينيين المتوجهين إلى أعمالهم داخل إسرائيل.
وأكد عدد من العمال المصابين ل (الجزيرة) أن قوات الاحتلال فرضت إجراءات تفتيش شديد الصرامة ومذلة ومهينة بحق العمال الفلسطينيين المتوجهين إلى أعمالهم داخل إسرائيل، وتقوم كل يوم بإطلاق القنابل الغازية السامة تجاههم كما يعتدي الجنود الإسرائيليون بالضرب المبرح على العشرات من العمال مما أدى إلى حدوث حالات إرباك ومزاحمة بين العمال.. الذين يتدافعون في ممرات ضيقة، ما يزيد من حالات الاختناق.
عامل فلسطيني يروي لـ (الجزيرة)
معاناة عمال فلسطين اليومية
العامل الفلسطيني أبو محمد (40 عاما) يروي ل (الجزيرة) معاناة عمال فلسطين اليومية، قال وقد بدا عليه الإرهاق الشديد: نعاني يوميا من امتهان كرامتنا، ننام على المعبر من الساعة الثامنة مساء لكي يتسنى لنا الوصول إلى أماكن عملنا، وفي الأيام الأخيرة يقول العامل الفلسطيني الذي يعول عشرة أفراد: طلب الجنود الإسرائيليون المتمركزون على معبر بيت حانون من العمال ارتداء بنطال وقميص فقط ( في جو شديد البرودة وقت الفجر) قبل الدخول إلى منطقة المعبر، ويجبر جنود الاحتلال أثناء التفتيش العمال على رفع الملابس عن بطونهم وأذرعهم وسيقانهم خلال عمليات التفتيش الإلكترونية ويمنع الجنود الإسرائيليين العمال الفلسطينيين من إدخال هواتفهم الخلوية أو أي قطع نقدية معدنية أو حتى طعامهم.
وأشار العامل الفلسطيني إلى أنه لم يتمكن سوى (1500) عامل فلسطيني من قطاع غزة من اصل عشرة آلاف لديهم تصاريح للعمل داخل إسرائيل من الوصول إلى أماكن عملهم لسبب الإجراءات الإسرائيلية المعقدة على المعابر والحواجز الإسرائيلية.
منشورات إسرائيلية تطالب العمال
بالوقوف ضد حركة حماس
فيما أكد عامل فلسطيني آخر في العقد الخامس من عمره ل (الجزيرة): أن جنود الاحتلال المتمركزين على المعابر الإسرائيلية قاموا بتوزيع منشورات على العمال باللغة العربية طلبت فيها القوات الإسرائيلية من العمال الفلسطينيين الوقوف ضد حركة حماس التي ترسل الفدائيين الفلسطينيين لتنفيذ عمليات داخل إسرائيل وعلى الحواجز، وتقول هذه المنشورات: إنكم (أي العمال) ضحايا لعمليات منظمات الارهاب (حماس والجهاد وكتائب الأقصى) وأن كل ما تعانون على المعابر جاء نتيجة لهذه العمليات التي يجب عليكم أن تقفوا في وجه المسؤولين عنها، سواء كانوا افراداً أو تنظيمات.
استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق العمال الفلسطينيين ستؤدي إلى تفجر ثورة الجياع
وفي هذاالسياق حمل رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، راسم البياري الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التصعيد الخطير الذي تمارسه بحق العمال الفلسطينيين والذي وصل ذروته في الآونة الأخيرة بممارسة ابشع صنوف التعذيب والإذلال.
|