Wednesday 4th February,200411451العددالاربعاء 13 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نائبه يحدد مدة أربعة أشهر لتنفيذ الوعود بالإخلاء نائبه يحدد مدة أربعة أشهر لتنفيذ الوعود بالإخلاء
الإسرائيليون بمختلف مشاربهم لايصدقون مزاعم شارون حول إخلاء المستوطنات

  * القدس المحتلة - د.ب.أ:
حاول يهودا أولمرت نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون اضفاء نوع من المصداقية على مزاعم رئيسه حول اخلاء مستوطنات في قطاع غزة من خلال اعطاء موعد لعمليات الاخلاء، لكن حتى زعماء حزب الليكود الذي ينتمي اليه شارون لا يصدقون هذه الوعود فيما قال كثيرون من أحزاب اسرائيلية أخرى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي معتاد على مثل هذه الأكاذيب وبصفة عامة فان الاسرائيليين بمختلف مشاربهم الانتخابية أبدوا رفضهم لخطط شارون.
وصرح نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي أمس الثلاثاء بأن حكومته ستبدأ في تنفيذ خطتها لفك الارتباط مع الفلسطينيين من جانب واحد خلال أربعة إلى خمسة أشهر.
وقال أولمرت في تصريح لراديو إسرائيل (الانتقال من مرحلة انتظار (حدوث تقدم في) المفاوضات، وهو أمر أعتقد أنه لن يحدث، إلى مرحلة الاستعداد لتنفيذ خطوات أحادية الجانب سيكون تقريبا في حزيران/يونيو أو تموز/يوليو).
وجاء تصريح أولمرت بعد أن زعم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون أمس أنه أمر المسئولين بالاستعداد لاخلاء 17 مستوطنة يهودية في قطاع غزة في إطار خطة فك الارتباط.
ورفض نائب شارون الذي أصر على أن رئيس الوزراء جاد في كلامه ردود الفعل المتشككة من جانب زعماء المعارضة في إسرائيل والاحزاب القومية المتطرفة في الحكومة الائتلافية.
وقال أولمرت الذي يشغل أيضا منصب وزير التجارة والصناعة (كل من سمعه (عندما أعلن خطته لأول مرة في خطاب في كانون أول/ديسمبر).. يعرف أن شارون مقدم على مناورة سياسية بالغة الاهمية).
وقد واجه شارون يوم الاثنين معارضة صاخبة من ائتلافه الحاكم بعد قوله إنه أمر المسئولين بالتخطيط لاخلاء كل المستوطنات اليهودية تقريبا الموجودة في قطاع غزة.
وقال شارون في مقابلة مع صحيفة هاآرتس الاسرائيلية نشرت أمس الثلاثاء (أعمل على افتراض انه لن يوجد أي يهود في المستقبل في قطاع غزة).
وأضاف في اقتباسات نقلت عنه في تقرير في موقع الصحيفة على الانترنت (أنوي إخلاء.. عفوا أقصد نقل المستوطنات بصورة لا تمثل لنا مشكلة و(الجلاء) عن أماكن لن نتمسك بها بأي شكل في أي تسوية نهائية مثل مستوطنات غزة).
وهذا هو أكثر تصريح تحديدا لرئيس الوزراء الاسرائيلي بأن خططه التي أعلنها من قبل لاخلاء مستوطنات باتت قريبة من التطبيق للمرة الأولى منذ إنشاء هذه المستوطنات عقب احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة في حرب 1967.
وذكرت تقارير للتلفزيون الاسرائيلي مساء الاثنين أن شارون يخطط لاخلاء مستوطنات في الضفة الغربية بالاضافة إلى 17 مستوطنة في قطاع غزة.
وأثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة من أعضاء الكنيست القوميين المتشددين.
وبرز مؤشر على العاصفة التي تعرض لها شارون بعد ساعات من تصريحاته حيث تغيب بصورة واضحة العديد من أعضاء الكنيست من الائتلاف المشارك في الحكومة عن اقتراحين برلمانيين بطرح الثقة حيث نجت الحكومة بصوت واحد فقط حينما أيد اقتراح سحب الثقة من الحكومة 42 من أعضاء الكنيست مقابل معارضة 41.
وفي ظل القانون الاسرائيلي يمكن أن تسقط الحكومة في تصويت بالثقة إذا صوتت أغلبية مطلقة لأعضاء الكنيست بواقع 61 عضوا ضدها.
ولم تقتصر معارضة هذه التصريحات على اليمينيين الذين ينتمي إليهم رئيس الوزراء وشركاء الائتلاف من القوميين المتشددين بل جاءت المعارضة أيضا من النواب من داخل حزب ليكود الذي يتزعمه شارون الذي سمع بالخطة خلال اجتماع حزبي بعد ظهر الاثنين.
وقال وزير الخارجية سيلفان شالوم (سبق أن أوضحت رأيي في الماضي بصورة معلنة وواضحة وهي أن أية خطوات أحادية الجانب لن تحل المشكلة الأمنية لاسرائيل وربما تزيد موقفنا سوءا).
وقال عضو الكنيست عن حزب ليكود إيهود ياتوم لاذاعة الجيش الاسرائيلي (إذا سألتني أيهما أفضل: انسحاب من جانب واحد من قطاع غزة بأكمله أم إجراء انتخابات سأفضل الانتخابات).
وإضافة إلى ردود الفعل الغاضبة من اليمينيين أثارت تعليقات رئيس الوزراء الريبة بين أعضاء الكنيست من الصقور والحمائم قائلين في اتفاق نادر على أي شيء يتعلق بمستقبل الأراضي المحتلة بأن شارون يحاول صرف الانظار عن تحقيقات الشرطة حول فضائح الفساد والرشوة المتورط فيها عائلته.
وأتهم نائب وزير التعليم المتشدد زفي هندل الذي يعيش في مستوطنة في قطاع غزة (يتعين على شارون أن يعدل جدول الأعمال. فهو لا يؤمن بكلمة واحدة فيه).
وربط نائب الكنيست ران كوهين وهو من الحمائم بين (التوقيت المدهش) لتصريحات شارون وبين التقدم في التحقيقات ضده هو ونجليه.
كما سارعت شخصيات من المعارضة باتهام شارون بقطع تعهدات ليس لديه النية للوفاء بها.
وقال زعيم المعارضة شيمون بيريز (كفانا خططا. التخطيط لا يعني التنفيذ).
وقال يوسي ساريد زعيم حزب ميريتس الليبرالي للإذاعة الإسرائيلية إن صحفيا يتمتع بمصداقية أجرى مقابلة مع رئيس وزراء لا يحظى بالثقة.
وأضاف ساريد وهو من أكثر منتقدي شارون خلال الأعوام الماضية (نحن معتادون على تصريحات شارون وتداعياتها على أرض الواقع. كلما أدلى بتصريح بشأن إزالة المستوطنات تظهر مستوطنة على الأرض).
وقال أوفير بينز-باز أحد نواب المعارضة البارزين إن تصريح شارون (خدعة كبرى).
وشاركه في الرأي وزير العمل الفلسطيني غسان الخطيب الذي قال لوكالة الأنباء الالمانية (د.ب.أ) إن تصريحات شارون تهدف إلى تضليل الرأي العام العالمي.
وكان شارون سبب (صدمة) حينما أعلن في كانون الاول/ديسمبر الماضي ما أسماه (خطة فك ارتباط) من جانب واحد عن الفلسطينيين.
وقال إنه إذا لم يتحقق تقدم في مفاوضات السلام فسوف يبدأ بصفة مستقلة بإخلاء بعض المستوطنات اليهودية ويضم البعض الاخر فيما أسماه (خط أمني مؤقت).
وتعرض شارون لوابل من الانتقادات من القوميين الاسرائيليين حيث إنه أول زعيم لحزب ليكود المتشدد يتعهد بإخلاء مستوطنات ومن الفلسطينيين بسبب تعهده بانسحاب إسرائيلي جزئي من الأراضي المحتلة.
وبالرغم من أن إسرائيل أخلت مواقع استيطانية قليلة أقيمت بالضفة الغربية بدون تصريح إلا أنها لم تجتث أية مستوطنات فعلية بالضفة الغربية وقطاع غزة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved