* بغداد - د.حميد عبد الله:
فوجئ صيادون عراقيون ينشرون شباكهم فجر كل يوم في نهر ديالي ان شباكهم جلبت لهم, بدلا من سمك الشبوط والبني, أكياساً سوداء فيها جثث لموتى تفحمت أجسامهم ووجوههم لكن الصيادين، وبعد التدقيق في ما تبقى من معالم وقسمات ظلت واضحة عند بعض الموتى, تيقنوا ان ما تحمله تلك الأكياس السوداء ليست سوى جثث لجنود ومجندات أمريكيات أرادت وحداتهم التخلص منهم بعد ان قتلوا بنيران المقاومة العراقية ولم تعلن قواتهم عن مقتلهم لاسباب تتعلق بالجوانب المعنوية والنفسية لافراد قوات الاحتلال في العراق.
الصياد (ف.س) الذي رفض الإفصاح عن اسمه الصريح خوفاً من ملاحقته من قبل القوات الامريكية كشف ل(الجزيرة) ان المرة الأولى التي جلبت له شباكه أكياساً سوداء كانت في منتصف شهر آب (اغسطس) الماضي حيث اصطاد الشبك ثلاثة أكياس سوداء وبعد فتحها وجدنا بداخلها ثلاثة جثث متفحمة لكننا استطعنا التعرف عليها من خلال بعض ما تبقى من اجزاء سليمة وتبين إنها جثث لجنود أمريكان قتلوا والقوا في النهر وعندما اخبرنا القوات الامريكية القريبة منا توقعنا إنها ستوجه لنا الشكر والامتنان على هذا الاكتشاف لكنها واجهتنا بالانزعاج والتوبيخ المبطن مفسرة وجود هذه الجثث بأن عددا من جنودها قد انتحروا غرقا ولم يفسروا لنا الحروق والتشوهات التي كانت واضحة على الضحايا!
ويواصل الصياد العراقي روايته فيقول: إننا وقفنا على الحقيقة كاملة عندما شاهدنا الطائرات المروحية الامريكية تلقي في ساعات الفجر, حيث الوقت الأنسب لصيد السمك, وحيث ينتشر الصيادون على ضفاف النهر, تلقي بأكياس سوداء معبأة بجثث الجنود القتلى الذين وجدت في إلقائهم في النهر افضل وسيلة للتخلص منهم عندها قررنا نحن الصيادين ان لا نسلم تلك الجثث الى القوات الامريكية وان نتولى دفنها بأنفسنا على الطريقة الإسلامية في مقابر جماعية وقد ضمت إحدى تلك المقابر اكثر من 65 جثة وظل أمر تلك المقابر سراً لا يعرفه إلا الصيادون خوفاً من ان تتعرض بيوتنا وربما قرانا الى الدهم من قبل الجيش الأمريكي إذا ما أفشينا السر.
معروف ان نهر ديالى ينبع من إيران ويصب في نهر دجلة وأماكن الصيد البدائي فيه تقع في مناطق نائية لا يطرقها سوى المزارعين والصيادين لذلك وجد الامريكان فيها (ملاذا آمنا) لجثث قتلاهم خشية افتضاح أمرهم إذا ما ألقيت في أماكن أخرى.
ولم تكن مياه نهر ديالى وحدها قد تحولت الى مقابر جماعية للجنود الامريكان بل ان منطقة الثرثار الممتدة باتجاه صحراء سامراء ومنطقة الصحراء الغربية قرب مدينة الرطبة الحدودية شهدت هي الأخرى مدافن سرية للجنود الامريكان.
يقول ( ع.ي ) وهو مواطن من اهالي تكريت له شقيق يعمل في دائرة الدفاع المدني مع قوات الاحتلال الأمريكي ان شقيقه أكد له ان عدد القتلى الذين تعلن عنهم القوات الامريكية بعد كل عملية للمقاومة العراقية هو اقل بقليل من العدد الحقيقي للقتلى مضيفاً انه وزملاء له نقلوا اكثر من 30 فتيلاً قتلوا في سقوط الطائرة الامريكية التي اسقطت في الفلوجة قي مطلع شهر رمضان الماضي بينما أعلن الامريكان ان عدد القتلى لم يتجاوز 13 قتيلاً.
وفي منطقة الصحراء الغربية القريبة من الرطبة اكتشف اهالي المنطقة مقابر جماعية للجنود الامريكان هناك, وقد جاء اكتشاف هذه المقبرة من خلال حركة الذئاب التي تشم رائحة جثث متعفنة فتأتي ليلاً لاستخراجها وهو ما قاد اهالي المنطقة الى مقبرة جماعية وهذا الأمر شبيه لما حدث في بداية الحرب الامريكية الأخيرة على العراق في شهر مارس الماضي عندما أبادت الطائرات الامريكية العشرات من المتطوعين العرب الذين اتخذوا من الصحارى مخبأ لهم وقد اكتشفه اهالي المنطقة من خلال حركة الذئاب التي بدأت تنهش أشلاءهم وتجهز على الجرحى منهم.
|