هناك من يتساءل عن الطرق الممكنة لتطبيق النهج الذي دعا إليه سمو ولي العهد - حفظه الله- من اتباع الوسطية، والاعتدال، والقرآن الكريم، ومنهج رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم..
والجواب عن هذا السؤال ينبني أساساً على إدراك حقيقة ما دعا إليه سموه الكريم، وفهم مقاصده، ومغازيه، فإن ما دعا إليه سموه الكريم هو في الحقيقة والجوهر دعوة إلى التمسك بالدين الإسلامي الصحيح، النقي، الصافي من شوائب التحلل والتفريط من جهة، ومن الغلو والإفراط من جهة أخرى، وفق ما جاء في الكتاب والسنة، وهذا هو الاعتدال والوسطية0
والطريق الموصل إلى تطبيق هذه الدعوة المباركة - هو تعليم الناس، وإرشادهم إلى ان هذا هو الفهم الصحيح للدين الإسلامي- وذلك من خلال المساجد والأئمة والخطباء، والعلماء، والدعاة، والتركيز على هذا المفهوم الصحيح في جميع وسائل الإعلام المقروءة، والمرئية والمسموعة، وعقد الندوات، واللقاءات والمحاضرات، وتفعيل الحوار في ذلك، وخاصة بين العلماء والشباب، لأن الشعب السعودي متدين بطبعه، يحب التمسك بالدين، فإذا علم أن الدين الصحيح ما جاء في الكتاب والسنة من الاعتدال والوسطية، فانه سوف يتبعه دون تردد، ويتمسك به من غير قيد0
وكذلك إذا علم أن الأفكار المتطرفة، والآراء المبتدعة الوافدة علينا من الخارج، ليست من الدين في شيء، بل إنها تخالف روح الإسلام الحق، فإنه سينبذها، ويحاربها.
وقد أظهرت الأحداث السابقة وما تمخضت عنه أن لدى كثير من الشباب جهلاً عظيماً بحقيقة الدين، وجوهر الإسلام, والوسطية والاعتدال، بل إن لديهم جهلاً مركباً حتى بأبسط المبادىء، مع عاطفة جياشة غير منضبطة بضابط العقل والعلم، وقد استغل دعاة التطرف والإرهاب هذه العاطفة الجياشة، فحشوا العقول الفارغة بما أرادوا من الأفكار الهدامة، والغلو والإفراط على أنها من الدين، ولذلك يجب قطع الطريق أمام هؤلاء بملء عقول الشباب بالفهم الصحيح، وتوعيتهم بما دعا إليه سمو ولي العهد، وتبصيرهم بحقائق الدين والوسطية والاعتدال، حتى لا يجد المفسدون سبيلا إلى عقول الشباب واستغلال عاطفتهم الدينية.
( * ) وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للشؤون الإدارية والفنية |
