كيف نقضي العطلة الصيفية..؟
بعد أن ودعنا عامنا الدراسي المنصرم، فقد ودعنا النشاط والمثابرة ودعنا الحيوية ودعنا النوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً.. بعد توديعنا هذا العام الخير فقد ودعنا كل شيء فيه جد ونشاط، أقولها بملء فيّ. وقد اخذنا نستقبل الأسواق والحوانيت والشوارع والحدائق، وعدم مغادرتها ليلا ونهاراً.. يا للأسف، فهل التسكع في الشوارع والمكوث في الحدائق الى ساعة متأخرة من الليل قضاء للعطلة الصيفية. إن هذا ليس قضاء لفراغ كبير لهذه العطلة التي تدوم أربعة أشهر.. أنه حقا قضاء فاشل لا نهاية له ولا ثمر.. قضاء لا ينتهي بنا الى فائدة مادية أو معنوية يجب علينا ألا تذهب هذه العطلة محمولة بين طيات الرياح دون أن نستفيد منها.. يجب علينا تشخيص نفوسنا الى كل عمل، قد يتساءل البعض قائلاً: إن هذا الفراغ فترة استراحة لنفوسنا بعد كد عام كامل تحت أسقف المدارس. أنا معكم ولا أخرج من اطار هذه الفكرة.. نعم قد منحت هذه العطلة لراحة عقولنا بعد اجهادها بالمقررات المدرسية طيلة العام الدراسي، ولكن أسأل: هل من الحق ومن المعقول أن تمكث أربعاً وعشرين ساعة مضطجعاً على سريرك؟ وإذا سئلت قلت فترة راحة، أو أن تمكث نصف اليوم متجولاً في الشوارع والحوانيت.. إنني أعتقد أن هذا التجوال قد يزيدك عنتا وشقاء .. انه لجواب مخجل حقا.. عانيته طيلة العام الدراسي المنصرم.
فيجب علينا كشباب متعلمين مثقفين ألا يضيع علينا هذا الفراغ هباء منثوراً بل يجب علينا حصده وجمع كل ما فيه من ثمار لكي نشعر بوجودنا في مجتمعنا أثناء فراغ العطلة، وألا نكون عالة على مجتمعنا كل هذا الفراغ الطويل.
فيوجد لدينا مكاتب العمل والعمال.. ان هذا المكتب يرحب بكل طالب يريد أن يعمل وأن يجني ثمار عطلته المدرسية فلديه كل الاستعداد لتوظيف أي طالب يأتي طالبا العمل وبمكافأة لا بأس بها، واذا لم نرد هذا فلدينا مركز رعاية الشباب مهيئاً لنا جميع وسائل النشاطات، واذا لم نرد كل هذا فعلى الأقل اقتناء كتب أدبية وقصص شهيرة لقراءتها أثناء العطلة والاستفادة منها.
|