الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد:
فإن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تقوم بالمشاركة في العديد من المناسبات التي تمر على بلادنا المباركة وذلك عبر وحداتها التعليمية وعماداتها المساندة ممثلة بأعضاء هيئة التدريس من الأساتذة والمحاضرين والمعيدين وكذلك منسوبي المعاهد العلمية..
ومن أبرز تلك المشاركات ما يقوم به المشايخ والأساتذة من عمل دؤوب مخلص ومشاركة فعالة مثمرة في موسم الحج في كل عام وذلك في غالب التخصصات الموجودة في الجامعة كالتوحيد والتفسير والحديث والفقه وأبعد من هذا فإن بعض منسوبي الجامعة يدلون بدلوهم وذلك عبر الترجمة من العربية إلى غيرها من لغات الوافدين حجاجا كانوا أو معتمرين أو زائرين. وها هي الجامعة اليوم وبكل فخر واعتزاز تستقبل توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -حفظه الله- باستضافة مئتي حاج من عدد من دول العالم متكفلا بكل ما يلزم لرحلتهم المباركة منذ خطوتهم الأولى في بلادهم وحتى عودتهم سالمين غانمين ووصولهم إلى منازلهم في تلك البلدان موجها بتسهيل كل الأمور المتعلقة بتنقلاتهم وتحركاتهم مما يحتاجونه من خدمات صحية واجتماعية وتعليمية وإرشادية كغيرهم من حجاج بيت الله الحرام فيا لها من بادرة بل بوادر عظيمة وخيرة لا يؤديها إلا العظماء من الرجال، والأفذاذ من القادة، والصالحون من الأئمة فهنيئا لخادم الحرمين الشريفين بالأجور والحسنات المترتبة على ذلك إن شاء الله والدعاء الذي ستلهج به ألسنة كل حاج بل وكل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها. وقد قامت الجامعة فور وصول هذا التوجيه إليها وبمتابعة وإشراف مباشر من معالي الدكتور محمد بن سعد السالم مدير الجامعة بتأليف لجنة عليا تقوم على تنفيذ هذا البرنامج. وقد بدأت هذه اللجنة عملها مبكرا بكل جد ونشاط. ووزعت العمل على عدد من اللجان المتخصصة المنتقاة من أفضل الكوادر المؤهلة في الجامعة وتم التنسيق مع جميع الجهات الرسمية وذات العلاقة داخل المملكة وخارجها من أجل تسهيل أمر هؤلاء الضيوف. وقد وجدت الجامعة كل التعاون والتفاهم والتفاني من جميع العاملين في تلك المؤسسات والدوائر كما قامت الجامعة بالتنسيق مع أصحاب السماحة والفضيلة العلماء للالتقاء بضيوف خادم الحرمين الشريفين وإرشادهم وبيان ما يحتاجون إلى بيانه في جميع شؤونهم. إضافة إلى ما قامت به الجامعة من تهيئة الأماكن والمساكن الملائمة والمناسبة في مكة والمشاعر المقدسة والمدينة النبوية وتكليف المشرفين المتخصصين علميا وصحيا واجتماعيا وغذائيا لمتابعة شؤونها وما تحتاج إليه من صغير الأمور وكبيرها لتظهر بالصورة اللائقة والمطلوبة فيجد فيها هؤلاء الضيوف ما يساعدهم على أداء فريضتهم بكل راحة وسهولة واطمئنان مستشعرين جراء ذلك كرم الضيافة، وحسن الوفادة.
ولم تقتصر استضافته -حفظه الله- على هؤلاء الذين كلفت بهم جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بل إن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وجهت باستقبال آلاف الحجاج على نفقته وتحت ضيافته. وقيام الجامعة بهذه المشاركات هو واجب ديني ووطني يملي على الجامعة من خلال ما تهدف إليه وما يجب أن تقوم به كمؤسسة تعليمية شرعية قامت على قواعد أصيلة وأسس سليمة منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- إلى عهدنا هذا عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي صرف جهده ووقته وماله لتهيئة الأجواء المناسبة لضيوف الرحمن حتى يؤدوا المناسك بطمأنينة وراحة وأمن وأمان ولم يقتصر -حفظه الله- على ذلك بل إنه يرعى شؤونهم ويهتم بهم فوق كل أرض وتحت كل سماء، وذلك بإنشاء المراكز الإسلامية وإقامة المساجد وبعث الوفود وإقامة الدورات التي يتعلم من خلالها المسلمون مبادئ دينهم.
فالحمد لله ثم الحمد لله على ذلك وجزى الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين خير الجزاء على ما يقدمانه للإسلام والمسلمين، وجعل ذلك في ميزان حسناتهما إنه ولي ذلك والقادر عليه.
(*)وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ونائب رئيس اللجنة العليا المشرفة على برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين لحج عام 1424هـ |