من نعم الله علينا في هذه البلاد المباركة أن شرفنا بخدمة حجاج بيته الحرام، حيث تجند الطاقات والقدرات لتعمل كل الجهات المعنية سواء كانت أمنية أو صحية أو خدمية, سعياً منها لتهيئة سبل الراحة والطمأنينة لهؤلاء الضيوف، فتعد لذلك العدة منذ أشهر طويلة بل مع نهاية موسم حج كل عام، وذلك حرصا على تقديم ما يليق بمنزلتهم كونهم قدموا إلى أطهر بقعة على هذه الأرض قاصدين ما عند الله متضرعين إليه راجين رحمته وغفرانه..
وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هي إحدى تلك الجهات التي شرفها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -حفظه الله -بتنظيم برنامج لاستضافة ضيوفه لحج هذا العام من عدد من الدول الإسلامية والصديقة.. حرصا منه- حفظه الله -على مد جسور التعاون والمحبة بين أبناء المسلمين وتسهيل أداء مناسكهم.
وفي ضوء ذك وفور تلقي الجامعة توجيه خادم الحرمين الشريفين تم تشكيل لجنة عليا برئاسة معالي مديرها الدكتور محمد بن سعد السالم ونيابة فضيلة وكيل الجامعة الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل وعضوية بعض العمداء وأعضاء هيئة التدريس من لهم خبرة في هذا المجال، فكونت عددا من اللجان منها اللجنة العلمية والإعلامية ولجنة الترشيحات والحجوزات والتذاكر ولجنة الخدمات والمواصلات بالإضافة إلى أمانة اللجنة.
وقد بدأ أعضاء تلك اللجان في تنفيذ مهامهم منذ فترة طويلة.. حرصا منهم على أن ينفذ هذا البرنامج بكل دقة واتقان وأن يحقق أهدافه التي رسمت له، وهذا ليس بمستغرب على منسوبي هذه الجامعة المباركة. حيث سبق لها أن استضافت في السنوات الماضية عددا كبيرا من ضيوف خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله.
وقد أعد برنامج متكامل لهؤلاء الضيوف بدأ بترتيب حجوزات الطيران وارسال التذكرة لكل ضيف حتى مقر إقامته في بلده ثم تم استقبال رسمي لهم في مطار الملك عبدالعزيز الدولي، حيث تم توجيههم إلى فندق السكن في مكة قرب المسجد الحرام، وفي صباح اليوم الثامن تم نقلهم إلى منى ليبيتوا فيها ليلة التاسع، وفي اليوم التاسع تم تصعيدهم إلى عرفات بعدها تمت النفرة إلى مزدلفة، ليتجهوا بعدها إلى منى ويرموا جمرة العقبة مهللين ومكبرين داعين الله سبحانه وتعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ويسبغ عليه نعمة الصحة والعافية على ما بذله من امكانيات سهلت عليهم أداء هذا النسك العظيم..
وبعد الانتهاء من أداء المناسك سوف يتجه الضيوف بإذن الله إلى زيارة المدينة النبوية، حيث تم إعداد برنامج لزيارة إمارة المدينة ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ثم زيارة توسعة الحرم النبوي الشريف التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، كما ستكون هناك زيارة لمسجد قباء وبعض المعالم الإسلامية الأخرى في هذه المدينة المباركة. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدم ويقدم لهذه الأمة الإسلامية وللمسلمين جميعا من أعمال مباركة يصل نفعها لكل مسلم ومسلمة على أرض المعمورة، كما أسأله سبحانه أن يحفظ سمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني على ما يبذلونه في صالح الأمة الإسلامية والعربية جمعا.
(*) عميد شؤون الطلاب بالجامعة أمين عام البرنامج |