** اختفى خروف العيد
من بيوتنا..
لم يعد أطفالنا
يميزون بين العيد وغيره..
فالخراف في المزارع..
والذبح هناك.. والمسلخ هناك..
لا شيء هنا.. سوى الأسمنت اللامع
لا دماء.. ولا رائحة شواء طازجة..
فقط هنا النظافة..
والتعقيم..
والأكل الصحي و(الدايت)
لا حميس ولا كبدة..
كل شيء غير مضمون..
ومعدات الأطفال أضعف من أن تهضم
اللحم المحموس أو الكلاوي المقلية..
إن لهم بطوناً لا تعرف إلا الكورن فليكس والفراولة!
**اختفى العيد..
قوالب الشوكولاتة..
تزيِّن الطاولات..
والابتسامات الباردة تعبئ المكان..
**راح الفرح الطفولي الفريد..
خبا لونه..
تسرَّب من سراديب الألعاب السفلية..
غادر الأماكن الباردة.. الصامتة.. الهادئة حدَّ الوحشة..
**بقي رمق يسير من الوجوه القديمة..
تدافع بضراوة عن حقِّها في الحياة..
تحاول أن تبقي على رمق
الفرح المغادر..
توقظ النائمين.. لصلاة العيد..
تطرق أبواب الجيران
بأكياس اللحم الذي يقطن
أكثر منه في (فريزر) المنزل..
لا شيء يوقظ الفرح..
لحم.. يتكدس فوق لحم..
وابتسامة باردة.. تعبرعلى شفاه
أكثر بروداً..
حتى المدن الصغيرة..
تبعثرت أعيادها بين الاستراحات والمزارع
وغادرت الخراف المنازل..
لا ثغاء..
ولا دماء..
ولا انتظار لحظة طفولية غامضة
سكين تحدُّ..
وخروف ينتظر..
وأطفال يسألون: لماذا يموت الخروف الذي أحبوه؟! فيقال لهم:
لأننا نحب الله أكثر.. ولأنه أمرنا بذلك.. فنحن ننفذ.. معادلة بسيطة تعلِّم الأطفال أن حب الله يعلو ولا يُعلى عليه..
**كبر الصغار
وظلَّت الخراف تُذبح..
لكن لم تعد الأسئلة تُطرح لأن الخراف يذبحها القادمون إلى البلاد..
بينما تبقى للأطفال أسئلة كثيرة يجيب عليها بيكمون وكراش ودريفر وكونان وقائمة طويلة.. لا تشبه أي شيء في ذاكرتي الطفولية الأولى!!
|