أما الحدث وكثيراً ما يحدث هو أن ينبري سياسي مغرض أو اعلامي مبغض بالتعريض بمقومات وجودنا بل وشتمنا علانية بكل جهل وجهالة وصفاقة.
أما ردة فعلنا صحفياً فهو أننا في سياق ردنا على مثل هؤلاء الأفراد نمتشق الأدب (الزائد عن حده..!) ومن علامات ذلك أننا أحياناً نتحدث إليه بضمير الغائب.. أو نخاطبه كنكرة .. مجهول الاسم والجنسية (أحدهم.. بعض الأفراد.. فلاناً من الكتاب).. وتارة نبعضه (بعض الناس) وتارة أخرى نخاطبه (جمعاً) لا مفرداً (أولئك .. هؤلاء..) باختصار يتزايد أدبنا إلى الدرجة التي تدفع بأقلامنا المنافحة إلى التعويم والتعميم والتعتيم على اسم وشخصية وجنسية من يهاجمنا إعلامياً.
والسؤال الصريح هو لماذا نعرض عن التصريح باسم وجنسية من يهاجمنا من الكتاب؟ وهل يفيد الأدب مع فاقد الأدب؟ بل أوليس (البادىء أظلم؟).. إذن لم لا نبادر إلى تعرية حقيقته.. تشريح شرخ شخصيته.. فضح ألاعبيه جهاراً نهاراً وعلى رؤوس الأشهاد.. بل وتحت أقدامهم أيضاً!
إن نهج التورية قد تقادم بفعل معطيات ومستجدات عصرنا.. عصر العولمة .. عصر الاعلام.. عصر المعلومات.. فآن أوان وضع النقاط على الحروف.. وتسمية الأشياء بأسمائها.. والافصاح لاسيما حين يتعلق الأمر بوطن أو برمز من رموز الوطن. فقد ذهب حقا وقت التعريض واندثر حقيقة زمن التلميح.. حيث إن الوقت من ذهب بحق وحقيق والناس ليس لديها الوقت الكافي للتخمين بمن يكون (أحدهم.. أو بعضهم.. أو فلاناً من الناس..) فزمننا هذا هو زمن المباشرة والتصريح.. ولا مكان فيه للكناية والتورية والمواراة والمواربة والمداراة.
وكما قلت آنفاً اننا نتعامل مع مثل هذا الأمر انطلاقاً من (حيائنا) الحقيقي.. حياء الرجال فينا.. غير أنه لا حياء في الدين من حيث إن الذب والذود عن الشيء حب له (وحب الوطن من الإيمان) والدفاع عن حياض الوطن ورموزه من صميم الدين.. وعلى كل كيف ينفع الحياء مع من لا حياء لديه أصلا..؟ فمثل هؤلاء البشر يتعاملون مع حيائنا مثل تعاملهم مع أدبنا.. يفسرون حياءنا بطريقة خالية من الحياء.. يؤولونه جهلاً.. ويفسرونه ضعفاً.. ويتخذونه ذريعة لاستمراء نهجهم وتكراره..
فنهج تعرية مثل هؤلاء يمثل أمضى سلاح لايقافهم - ومن تسول له نفسه انتهاج سبيلهم - عند حدودهم.. وتسمية عدوك بعينه سيضمن لك ولأجيالك القادمة معرفته وأخذ الحيطة والحذر منه، وبالطبع فمن لا يعرف عدوه ليس بمقدوره أن يوفي صديقه حقه.. بل لن يقدر على التمييز بين عدوه وصديقه.
فافضحوا المغرضين من ذوي الأغراض الضيقة.. صرحوا بأسمائهم.. استعرضوا نقائصهم.. ودعوكم من اسلوب (التشره) حين الرد عيلهم فلا مكان للشرهة في عصر العولمة لاسيما ان مثلهم لا يستحق الشرهة أصلاً! وكيف نؤمل بفاعلية الشرهة على من يصرح ببغضنا.. يشتمنا علانية.. ولا يتردد عن وصمنا بأقذع ما في ترسانته القذرة من المفردات النتنة.
في الختام.. (وإذا عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) الآية.
|