* منى - واس :
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني - حفظهما الله - بأن المملكة ومنذ أن منّ الله عليها بخدمة الديار المقدسة مكة المكرمة والمدينة المنورة وشرفها برعاية هذه البلاد أخذت على نفسها عهداً أن تبذل الغالي والنفيس وتسخر إمكاناتها وتعمل جهدها لتيسير أداء المناسك وتسهيل سبلها لحجاج البيت ومعتمريه وزوار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والتنقل بين المشاعر بكل طمأنينة وأمن وأمان وشواهد العمل قائمة معروفة ودلائله واضحة مشهورة ولازالت المملكة على هذا النهج بحول الله سائرة لا يحول بينها وبين أداء واجبها بمشيئة الله حائل، فخدمة بيت الله الحرام ومسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم وتيسير السبل لمرتاديهما واجب ديني تحرص المملكة على القيام به على الوجه الأكمل طاعة لله عزّ وجلّ وابتغاء مرضاته واتباعاً لرسوله واقتداء بسنته ولها في الخلفاء الراشدين والسلف الصالح من هذه الأمة أسوة حسنة.
وقال المليك المفدى وولي العهد في كلمتهما الى حجاج بيت الله الحرام بمناسبة موسم حج هذا العام 1424: نحن في المملكة العربية السعودية نلتزم في علاقاتنا وارتباطاتنا وقراراتنا بأحكام الدين الإسلامي الحنيف، فقد قامت هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز على التمسك بشرع الله وتطبيق أحكامه وقواعده وانطلاقاً من ذلك وفي إطار العلاقات التي سبق ايضاحها تتبنى المملكة في الشأن الداخلي منهجاً يقوم على التمسك بكتاب الله وسنّة رسوله، كما يقوم على الشورى والعدل وتطبيق حدود الله وتعظيم شعائره والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله بالحسنى وفي الشأن الخارجي تتبنى المملكة منهجاً مماثلاً يقوم على التواصل المثمر والتفاعل الايجابي مع العالم الخارجي وتربطها بالدول الاسلامية علاقة الاخوة في الاسلام ومع سائر دول العالم المحبة للسلام علاقات احترام متبادلة قوامها المشاركة في قضايا الانسانية وهمومها، حيث يعيش الجميع في كوكب واحد وهي في كل علاقاتها سواء على الصعيد الثنائي أو الإقليمي أو العربي أو الإسلامي أو العالمي عضو فعال يهدف إلى أن تتصف مشاركاته دائماً بالطابع الإسلامي.
وتابعا - حفظهما الله - أن الأحداث التي حصلت في المملكة حالات استثنائية طارئة لا تمثل أبداً الوضع العام ولا ترقى إلى مستوى الظاهرة المستقرة أو الوضع المستديم ولا بد من الوقوف في وجهها وكشف زيفها وإيضاح حقيقتها حتى لا يغتر مغتر أو يؤثر زيفها على جاهل، فهي نتاج فكر مريض وحصيلة منهج منحرف خارج عن قواعد الشرع الحنيف واحكامه بعيد عن اصول الدين ومبادئه يقف وراءه ضمير فاسد سول له الشيطان وأملي تفكير زائغ عن الطريق السوي بعيد عن النهج القويم ناء عن الصراط المستقيم ومناف للفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها، فالإرهاب إفساد في الأرض وسعي في الخراب ومحاربة لله ورسوله وللمسلمين وبغي وعدوان والله عزّ وجلّ لا يحب الفساد ولا المفسدين وينهى عن البغي والعدوان.
ومن هنا تصدت المملكة للإرهاب بكل صوره وأشكاله فحاربته محلياً وأدانته عالمياً وعملت على اجتثاث أصوله وقواعده وتفنيد أفكاره ومبادئه وإيضاح فساد هذه الافكار والمبادئ وبيان بطلانها وتفاهة الأدلة التي يستند عليها أصحاب هذا الفكر المريض والمملكة العربية السعودية بهذا ملتزمة بالدين مطبقة لأحكامه لا تحيد عنها قيد أنملة، فموقف المملكة مستمد من أحكام الشرع الحنيف ومبادئه الثابتة ولذا فهو موقف ثابت لا تغيره الأحوال ولا تبدله الظروف يمثل الالتزام به سمة واضحة لسياسة المملكة الداخلية والخارجية كما ذكرنا آنفاً.
|