روسيا تتمهل في بناء مفاعل نووي ثانٍ في إيران بسبب الضغوط الأمريكية

* موسكو: سعيد طانيوس:
يعتزم الجانب الروسي أن يحدد في أقرب وقت موقفه من موضوع بناء الوحدة الثانية من المحطة الكهروذرية في إيران , في الوقت الذي زادت فيه واشنطن من ضغوطها على موسكو لوقف تعاونها النووي مع طهران.
وقال الكسندر روميانتسيف وزير الطاقة الذرية الروسي للصحفيين يوم الخميس: إن آفاق بناء مفاعل نووي ثان لإنتاج الطاقة الكهربائية في بوشهر ستتضح بعد زيارته الى إيران.
وذكر روميانتسيف ان زيارته إلى إيران ستتم في 15 شباط/ فبراير القادم، وسيضم الوفد الروسي ممثلين عن وزارة الطاقة الذرية وهيئة الرقابة الذرية الحكومية ومؤسسة (أتومستروي اكسبورت) الروسية.
وقال الوزير : سنتوجه الى هناك من اجل عقد اجتماع تنسيقي حول تنفيذ خطة الجدول الزمني المقرر لبناء ( بوشهر - 1).
وبموازاة ذلك, أكد روميانتسيف في حديثه إنه سيتم التطرق إلى (القضية الإيرانية) في اجتماعه المقرر غداً مع جون بولتون نائب وزير الخارجية الأمريكي الموجود في موسكو.
وقال الوزير ( لابد من القول ان حوارنا حول إيران قد حقق تقدما كبيرا بشكل عام منذ اجتماعنا الأخير، فقد وقعت إيران البروتوكول الإضافي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية،وهذا يمثل نتيجة جهودنا المشتركة مع الولايات المتحدة.
كما أعلن روميانتسيف بأنه سيناقش في الاجتماع مع نائب وزير الخارجية الأمريكي موضوع عدم انتشار المواد النووية وجردها والرقابة عليها وإعادة الوقود النووي المستهلك من المفاعلات التي بنيت بمعونة الاتحاد السوفياتي.
وكانت وزارة الخارجية الروسية فد شهدت اليوم مباحثات بين نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي كيسلاك مع بولتون حول مسائل نزع السلاح وعدم انتشار أسلحة الدمار الشامل.
وتركز البحث في اللقاء حول مجرى تنفيذ المعاهدة الخاصة بتقليص القدرات الهجومية الاستراتيجية، وقد علمت (الديار) أن مخططات التقليص أعدت، ويجب أن تجتمع الآن اللجنة الثنائية الخاصة بتنفيذ المعاهدة، ومن الضروري تنسيق مجالات صلاحيات وتفويض هذه اللجنة.
وتجري المشاورات الحالية في موسكو بناء على المباحثات التي أجراها مؤخراً في موسكو وزير الخارجية الأمريكي كولين باول مع القيادة الروسية.
وطرح في المشاورات أيضاً موضوع التعاون بين موسكو وواشنطن في مجال الدفاع المضاد للصواريخ.، وقد أعلنت موسكو مراراً استعدادها للتعاون مع الولايات المتحدة في مشاريع الدفاع المضاد للصواريخ غير الاستراتيجي.
وحول التعاون الروسي الإيراني في مجال الطاقة النووية , أبلغ مصدر رفيع في الخارجية الروسية (الجزيرة) بأنه المصادر يلاحظ في هذا المجال تقارب ملموس بين موقفي روسيا والولايات المتحدة خلال الآونة الأخيرة.
وقال متحدث باسم الخارجية الروسية ان ذلك ساعد عليه إلى حد كبير الإيرانيون أنفسهم الذين وافقوا على التفتيش من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووقعوا البروتوكول الإضافي حول الضمانات، وستساعد خطوات إيران هذه على إزالة القلق بصدد البرنامج النووي الايراني وستفسح المجال أمام روسيا لمزيد من التعاون مع طهران في المجال النووي بما في ذلك بناء المحطة الكهروذرية الثانية في بوشهر.
وأبدى الجانب الروسي تطلعه إلى معرفة التفاصيل المتعلقة بالعمل المقبل للمفتشين الدوليين في ليبيا وامكانية التعاون مع الولايات المتحدة في منع تسرب التكنولوجيا الخطرة من باكستان.
وستستمر زيارة بولتون حتى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري.
وفي هذه الأثناء, أعرب يوري فيدوتوف نائب وزير الخارجية الروسي عن أمله في (ن تحل القضية النووية الايرانية).
وأعلن في حديث صحافي في نيودلهي حيث يعقد مؤتمر الأمن الآسيوي السادس ان جميع المسوغات متوفرة من أجل تحقيق هذه الآمال، وأوضح الدبلوماسي قائلا انه بعد انضمام إيران إلى البروتوكول الإضافي لاتفاقية الضمانات لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتوفر كافة الممهدات والإمكانيات من أجل ان يتحقق المجتمع الدولي من أن إيران لا تقوم بأبحاث نووية محظورة.
وحسب أقوال فيدوتوف فإن الجانب الروسي يعول على ان تتعاون إيران بصورة كاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذه القضايا.