Monday 2nd February,200411449العددالأثنين 11 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

صور من الصحراء صور من الصحراء

الصبر في الصحراء
الشاعر والفارس محمد بن سمير كان يتجول في الصحراء مع ابله طلباً للكلأ والماء وكان له خمسة من الأبناء الذين لا يقلون عنه فروسية. وفي أحد الأيام زاره أحد الشيوخ الفرسان ويدعى سمير بن زيدان فاكرمه وبعد العشاء جلس أولاده حوله وحول ضيفه للمسامرة فسأله ضيفه ابن زيدان عن أبنائه لعلهم مثله، فقال المضيف ابن سمير: لا أرى فيهم عيباً إلا أنني اعتقد بأنهم ليسوا من طوال العمار وفي كلامه ذلك يقصد أنهم شجعان مغامرون وما أن انتهى من كلامه وقد بان الفجر حتى انذروا وصاح الصايح بغارة أتتهم وأخذت الإبل في فجر ذلك اليوم فركب أبناؤه الخمسة خيولهم واقتفوا أثر القوم حتى لحقوا بهم فدارت معركة قتل فيها أبناء ابن سمير الخمسة جميعهم وفي ذلك اليوم عم الحزن بيت ابن سمير وعندما رأى النساء تصيح صبر وتجلد وفرق تلك النسوة وأمر زوجته أن تتزين ففعلت فقام وصلى وطلب ربه العوض ودخل مع زوجته وبقدرة الله حملت منذ تلك الليلة وانجبت له توأم ذكور ثم حملت في السنة التالية وأنجبت توأم ذكور أيضاً وبعد مضي أربعة عشر عاماً كبر الأبناء وصاروا من الفرسان المعدودين.
وفي أثناء ذلك قدم صديقه الفارس سمير بن زيدان لزيارته كالعادة فسأل مضيفه لعل الله عوضه عن أبنائه الذين قتلوا قبل سنين فأجابه بهذه القصيدة:


أنا ويا الدنيا شديد الحرابه
نوب تغلبنا ونوب منها الغلايب
طرادها طراد ضوح السحابه
وقضابها قضاب صلف الهبايب
من عقب ما خلت دياري خرابه
جابت لنا من غيب الأيام جايب
جابت لي عيال نهار الحرابة
عند الملاقا ينطحون الكتايب
يا سمير بن زيدان دنياك غابه
توريك من عقب الحلاة النشايب
المسعد اللي يهتني في شبابه
انهب من الدنيا تراها نهايب
والحي لا بده تجرد ثيابه
صيور ما يركز عليه النصايب


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved