Monday 2nd February,200411449العددالأثنين 11 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الحج والصلاح والإصلاح الحج والصلاح والإصلاح
د. زيد بن محمد الرماني

مكة المكرمة كانت وما زالت العقبة الكؤود في سبيل أعداء الاسلام ومكائدهم وأعمالهم التخريبية لأنها محضن الكعبة المشرفة ومهبط الوحي الالهي ومثابة الوافدين ومهوى أفئدة المسلمين من كل مكان في العالم قريبه وبعيده.
إنها المحور والمركز والمبدأ والمنتهى والملتزم والرابطة لكل مسلم مهما نأت به دياره ومهما اختلفت لغته وجنسيته عن اخوانه المسلمين في شرق الدنيا وغربها.
والمسلمون يقرأون اعترافات الكائدين لدينهم ولقبلتهم وهم غافلون عن مقاصدها وأهدافها وعلى حركات الحاقدين الصريحة والخفية.
يقول القسيس وليم جيفورد بالكراف: متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب أمكننا حينئذ أن نرى العربي يندرج في سبيل الحضارة التي لم يبعده عنها إلا محمد صلى الله عليه وسلم وكتابه.
ويقول الكاتب الروسي كليموفتش: إن الحج مصدر دخل لتجار العربية واقطاعييها، وإن القرآن إنما ألف لإرضاء الاقطاعيين والتجار.
إن هذه المزاعم، من أن موسم الحج فرصة للاقطاعيين والتجار وأن القرآن ألفه محمد أو ألفه المسلمون ارضاء للاقطاعيين منهم، فذلك - والحديث للأستاذ محمد أحمد جمال - لصرف حجاج بلادهم والبلاد الدائرة في فلك الشيوعية الدولية، عن أداء هذه الفريضة الجامعة المانعة، والاحتفاظ بنفقات الحج لزيادة الانتاج، إذ لا ضرورة للحج، بل لا ضرورة للدين كله، فهو بزعمهم أفيون الشعب!!.
وللأسف وتجاوباً مع مقاصد الاستعمار المتربص بالمسلمين الدوائر، اوصى (البهاء) مؤسس البهائية بهدم الكعبة المشرفة، لأنها الجامعة المانعة، الجامعة لشمل المسلمين على اختلاف الديار والألسنة والألوان، والمانعة من تصدعهم وتمزقهم إذ يتجهون إليها أكثر من خمس مرات في اليوم لا يذكرون إلهاً إلا الله الواحد، ولا أمة إلا المسلمين في كل مكان، ثم يحجون اليها كل عام فيلتقي الأباعد والأقارب، السود والبيض لا نسب بينهم إلا الاسلام ولا تحية لهم إلا الاسلام.
فالحج - كما يقول الأستاذ محمد الغزالي في كتابه (دفاع عن العقيدة والشريعة) عمل ينغص على المستعمرين استقرارهم ويوهن كيدهم فإن المسلم في داكار على شواطئ الأطلسي عندما يلتقي بأخيه في سنغافورة والملايو على شاطئ الهادي، يخترق نطاق العزلة التي يريد الاستعمار حبسه وراء أسوارها كي يتمكنوا من الاجهاز عليه.
إن تقطيع أوصال العالم الاسلامي وجعل كل قطر عربي غريبا عن الآخر، غاية أولى للسياسة الصليبية، والحج عبادة تلقائية لجميع المسلمين من الأرجاء القصية في يوم واحد، ومكان واحد.. فإذا ظهرت تعاليم دينية - كما تزعم - لتسقط هذه الفريضة، وتذود الجموع عنها فهذا ربح عظيم للاستعمار، وخطوة فسيحة لتحقيق أغراضه.
وبعد.. فإن الحج فرصة كبرى للصلاح الفردي والاصلاح الجماعي، وعلى قادة المسلمين من أمراء وعلماء أن يعملوا صادقين للانتفاع من هذه الفرصة المتكررة كل عام مرة لتحقيق عزة العالم الاسلامي.
إن العالم الاسلامي اليوم يعيش مرحلة مهمة في مواسم الحج، ففي كل عام يحج أناس جدد ومسلمون لم يسبق لهم الحج.إذن، لمَ لا نستفيد من مقدم هؤلاء، في مجال الإعلام الاسلامي، لإخراس ألسنة المستعمرين وكشف مزاعمهم ومخططاتهم.إن العالم الاسلامي وهو يشعر بالوحدة والعزلة ليسرّه أن يسهم في كل مكان بالتعريف بأصوله وقيمه، ومن خلال كل ثقافة ولغة ممكنة.ولذا ينبغي تكثيف الجهود والطاقات وحفز الهمم والإمكانات.وقد آن الأوان!!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved