Monday 2nd February,200411449العددالأثنين 11 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

هل التعليم مصدر الإرهاب؟ هل التعليم مصدر الإرهاب؟
محمد صالح الداوود

كتب الكثيرون عن المناهج الدراسية ودورها في التطرف وبودي هنا أن أشير الى عدة أمور.. فأقول وبالله التوفيق:
أولاً: الحاجة قائمة الى تطوير المناهج لمسايرة تطور العصر وخاصة مناهج العلوم والرياضيات والحاسب والتقنية وقبلها تطوير إعداد المعلم ومواصلة التدريب أثناء العمل أما مناهج التربية الاسلامية فهي بحاجة الى مراجعة باستمرار من حيث تقديم أو تأخير بعض المواضيع بما يتناسب مع العمر الزمني للطلاب والطالبات، وضرورة شرح المواضيع شرحاً وافياً حتى لا يترك المجال لبعض المعلمين المتأثرين بالفكر المتطرف لنشر أفكارهم.
ثانياً: المناهج الدراسية لا تخلق التطرف بدليل أن مناهجنا تدرس قبل عام 1343هـ ولكن التطرف برز بوجود الأحزاب وفكر التطرف الذي وجد وبرز في كتب الحزبيين، ثم قوي بعد حرب أفغانستان ووجد أعداء الاسلام الفرصة لضرب الاسلام والمسلمين والتدخل في كل شيء في أمور حياتهم بعد 11 سبتمبر ثم ان التطرف موجود في كل دولة ومنها أمريكا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من دول الغرب والشرق فهل مناهجهم هي السبب في هذا التطرف؟!.
ثالثاً: وهذا مهم جداً وقد أغفله الكثير ممن كتب عن المناهج وأثرها في خلق التطرف.
فالكثير يطلق على المقررات الدراسية بأنها هي المناهج. فما تحويه الكتب المدرسية ما هي إلا مقررات دراسية أما المناهج فهي أشمل وأعم.
المناهج تشمل المقررات التي في الكتب + النشاط الطلابي + التوعية الاسلامية + الارشاد الطلابي + الوسائل.. إلخ. فلدينا هنا: النشاط الطلابي ونشاط التوعية الاسلامية في المدارس.
فالذين يشتركون في الأنشطة الطلابية هم طلاب قياديون يتأثرون ويؤثرون. لذلك يتم استغلالهم لنشر بعض الأفكار الحزبية، ففي الأنشطة الطلابية يتم اختيار المشرفين على برامجها وتوزع الكتيبات والنشرات والأنشطة والقصائد الحماسية التي تدعو الى رفع السلاح والتمرد على الحكام، وتنظم للطلاب الرحلات والمعسكرات وفي السابق كان الطلاب يخرجون خارج المدن للتدريب كل هذا والناس في غفلة.
وللعلم، فأثر المصريين على التعليم في المملكة معروف في السابق ومنه ايجاد الأنشطة الطلابية خاصة نشاط التوعية الاسلامية فالمعروف ان الكثير من الدول لا تدرس المناهج الدينية بالقدر التي تدرسه المملكة في مدارسها، لذلك لجأت بعض الأحزاب الاسلامية الى ايجاد برامج لنشاط التوعية الاسلامية، والهدف من ذلك نشر الوعي الاسلامي الحزبي بين الطلاب ولكون المملكة دولة اسلامية وسكانها يحبون الاسلام والمسلمين لذلك رحبوا بانشاء هذه الأنشطة، وغفلوا عنها وسلموها للحزبيين فكان ما كان.
والسؤال هو: ما هي الحاجة الى نشاط توعية اسلامية في مدارس يدرس فيها القرآن الكريم والحديث الشريف والتفسير والفقه والتوحيد والقراءات وأصول الحديث وأصول الفقه والفرائض وحفظ القرآن الكريم والتاريخ الاسلامي وسير الصحابة؟!.
ثم إن النشاط الطلابي بفروعه المختلفة يوجد ضمن برامجه وأهدافه الكثير من أمور الدين والدنيا فضمن برامج الكشافة توجد مسابقات دينية كحفظ القرآن الكريم والحديث ومحاضرات دينية، وكذا الأنشطة الأخرى كالنشاط الاجتماعي والنشاط الثقافي والمسرحي والنشاط العلمي.. إلخ.
والسبب في تركيز البعض على نشاط التوعية الاسلامية في المدارس معروف وهو التأثير على الطلاب ونشر الأفكار الحزبية، ومن لا يصدق عليه أن يتابع ويبحث ماذا يدور خلال المعسكرات والرحلات والمراكز الصيفية وغيرها.
رابعاً: في علم النفس الانسان في طفولته الى سن المراهقبة يملك 650 ايجابية و150 ألف سلبية لذلك يستغل هذه السلبيات أصحاب الأفكار المنحرفة. وهذا السن هو سن المدرسة، الابتدائية والمتوسطة والثانوية وجزء من الجامعة لذلك على وزارة التربية والتعليم مسؤولية كبيرة لحماية أبنائنا وبناتنا من الأفكار المنحرفة. وكذلك جامعة الامام التي تشرف على المعاهد العلمية. والجمعيات الخيرية التي تدرس القرآن الكريم والمسؤولية تمتد الى الجامعات والكليات والمعاهد العليا.
وعلى وزارة التربية والتعليم أن تراجع ملفات المعلمين الحاليين وتراجع ملفات المعلمين الذين يرغبون الالتحاق بالتعليم وابعاد من يحمل الأفكار المنحرفة. وهذا ما فعلته دولة مصر الشقيقة فقد طهرت التعليم من هؤلاء كما أن الوزارة عليها أن تتابع باهتمام معلمي المدارس الأهلية والجمعيات الخيرية من الدول العربية وضرورة احضار صور أو تقرير عمن يرغب العمل في السعودية وبعده عن الأفكار المنحرفة والحزبية.

الطائف ص.ب 2795


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved