*القاهرة - مكتب الجزيرة أجرت الحوار - د. أماني الطويل:
نفى وزير الداخلية السوداني اللواء عبد الرحيم محمد حسين وجود أى خلايا نائمة في السودان لتنظيم القاعدة، او غيره من تنظيمات المتشددين، وقال في حوار خاص لـ (ا لجزيرة) بوجود تعاون امني وشفافية فيما يخص العلاقات مع المملكة العربية السعودية مشيرا إلى ان التعاون في مجال مكافحة الارهاب اصبح هما عربيا ودوليا واقليميا، واشار حسين إلى ان رفع السودان من قوائم الدول الراعية للارهاب لن يحدده فقط توقيعها على اتفاق للسلام مع الحركة الشعبية وهنا نص الحوار :-
* ماذا عن التعاون الأمني بين السودان والمملكة العربية السعودية ؟
- بيننا علاقات وطيدة وتشاور وتنسيق مستمرين سواء في تبادل المعلومات أو في الشفافية، وفي مجال الملف الأمني نتعامل بكل صدق ووضوح ايمانا منا ان ما يحدث في المملكة يؤثر على السودان، ونعتبر ان أمن المملكة من أمن السودان، وتحتل المملكة مكانة كبيرة لدينا، ففيها الحرم القدسي وقبلة المسلمين والحجاج، ونحن مطمئنون للتعاون بيننا، وأن الأجهزة الداخلية على علاقة وثيقة ببعضه، ولا أتخيل ان الأجهزة الأمنية الأخرى لها علاقات مثل التى بيننا وبين المملكة.
* في سياق الملف الأمني يشار بين الحين والآخر الى ان السودان متهم بإيواء خلايا نائمة للقاعدة؟
- ليس هناك خلايا نائمة في السودان ونحن مطمئنون الى ان انتشار قوات الشرطة والأجهزة الأمنية، وهي قادرة على السيطرة على كل شيء فليس هناك أية خلايا، وهذا ما تأكد للجميع سواء في مصر او الولايات المتحدة الأمريكية او السعودية.. كان هناك معسكر واحد فقط، وتم اكتشافه بسرعة كبيرة جدا.. مجموعة صغيرة دخلت السودان بصورة عادية بجوازات رسمية وبتأشيرات خروج من المملكة العربية السعودية، وقد تم إلقاء القبض عليهم واتخاذ الاجراءات اللازمة.
* هناك فرق أمنية من أمريكا وخبراء تحقيق في قضايا معينة يسمح لها بجمع معلومات داخل السودان. ماهى طبيعة هذا التعاون؟ وما حدود الوجود الأمريكي في هذا الملف؟
- يوجد تعاون مع أجهزة عدة والتعاون، كما يحدث مع كل الدول يتم فيه تبادل المعلومات، وهم كانوا يعتقدون بوجود معسكرات في السودان غير انه تأكد لهم انه لا يوجد مثل ذلك، واطمأنوا الى المعلومات وتأكدت الأجهزة الأمريكية انه لا توجد معسكرات ارهاب في السودان، وقد تجاوزت علاقتنا مع أمريكا مثل هذه القضايا فهناك اطمئنان الى انه ليس هناك أية خلافات، وهناك تعاون على مستوى الدول لأن هذه قضية عالمية ونحن نتعاون معها كدولة في هذا العالم حتى نقضي على هذا الداء.
* وهل تتوقعون ان الولايات المتحدة ستوفي بوعدها برفع السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب بمجرد التوقيع على اتفاقية السلام؟
- يوجد في الولايات المتحدة دوائر كثيرة لها علاقة بمثل هذا القرار، فهناك البيت الأبيض ووزارة الخارجية والكونجرس، وعناصر الضغط هنا وهناك مما يعني انه يجب بذل مجهودات كبيرة لإقناع كل هذه الدوائر وأحيانا يكون البيت الأبيض مقتنعا بشيء ودوائر أخرى غير مقتنعة، فنحن الآن نحاول مع الجميع والادارة الأمريكية نفسها تتعاون معنا في إقناع كل الدوائر المؤثرة داخل أمريكا.
الوضع الداخلي
* متى تتوقع رفع قانون الطوارئ في السودان؟
- أولا أريد التأكيد هنا على ان قانون الطوارئ رغم ما يراه البعض ان له أثرا على الحريات فاقول ليس له أثر على الحريات مطلقا، ولكن لدينا بعض المسائل الدستورية بها خلل مثل اجراء الانتخابات لاختيار الولاة ربما يخلق هذا صراعات قبلية فيما ينص الدستور على اجراء الانتخابات، ولكن في هذه الفترة نريد ان يتم الاختيار الصحيح للوالي بالتشاور مع جميع الأطراف، ولكن لو ترك الأمر لانتخابات فستحدث فوضى.
* هناك مخاوف أطلقها الدكتور الترابي من أن القبض عليه جاء لاعتبارات سياسية وليست أمنية هل تتهمونه بالضلوع في أحداث دارفور؟
- الدكتور الترابي أمن على نفسه تماما ولكن نحن نؤكد ان المؤتمر الشعبي له ضلع كبير جدا فيما يجري من أحداث دارفور، وهذه حقيقة والأدلة بارزة لكل فرد فعندما يكون أحد أعضاء هيئة قيادية فى المؤتمر الشعبي، وفى نفس الوقت يقوم بالتفاوض نيابة عنه، وعندما يصدر المؤتمر الشعبي بيانا يدينه فى احداث دارفور ويقول: ان هذا العضو مرفوض لأنه هو ليس مرتبطا بالسياسة التى يتبناها المؤتمر، فبالتالي انت تملكين الدليل الآن .
قضية الجنوب.
* ما رؤيتكم لمستقبل الجنوب؟ وهل يمكن ان نرى السودان منقسما في ضوء التطورات الحالية؟
- الصراع الجنوبي الشمالي ليس فى السودان فقط، ولكنه فى تشاد والنيجير وموريتانيا وهو صراع حضاري بين الحضارة العربية الاسلامية والهويات الأخرى، ولذا نجد التدخل الغربي فى هذه المناطق واسعا لأنه هذا الحزام هو الذي يحمي الثقافة العربية.من المفترض ان قضية الجنوب تعد جزءا من الاهتمام العربي، وكان مفروضا دخول العرب بكل ثقلهم وكان يجب ألا تؤثر الخلافات البسيطة مع مصر مثلا على جوهر العلاقات الاستراتيجية بمعنى ان المشاكل الصغيرة التي تحدث مع النظم السياسية بين الحين والآخر يجب ألا تؤثر على جوهر العلاقات الاستراتيجية، والآن هناك جدية لدى القيادة المصرية، فى هذه المسألة، كما يتبدى فى اللقاءات التي حدثت ففي نص اتفاق مشاكوس لا بد ان تكون مصر مدعومة من كل العرب جزءا من هذه اللجنة لكي تضمن ان خيار الوحدة هو الخيار الأمثل، كما ان هناك فقرة تقول: ان الجنوب لديه حق تقرير المصير يمارسه عبر خيارات أخرى.. إذن هناك خيار آخر ومازال هناك خيار الوحدة اذن يجب ان يكون لمصر دورا فى هذه المسألة عبر ثقلها الاقليمي والدولي.
* وما هي أسباب زيارتك للقاهرة، وهل لها علاقة بمسألة مكافحة الارهاب؟
- زيارتي للقاهرة جاءت للتباحث حول محورين أساسيين الأول: التشاور فى الجوانب الأمنية، وخاصة فى القضايا التي تتعلق بوزارة الداخلية من حيث الوصول الى مرحلة التعاون الكامل وتقوية الروابط اكثر من أي وقت مضى وتعزيز هذه الروابط خاصة بين القيادات الأمنية فى مصر والسودان لها اعتبار كبير فى جانب تنسيق المحادثات الأمنية ومكافحة الجريمة، ومكافحة المخدرات وتسيير حركة المواطن بين البلدين، وأيضا فى مجال مكافحة الارهاب وما هو التعاون المطلوب بيننا إزاء التصدي لهذه الظاهرة وهي قضية عالمية لها اخطارها التي تهدد الكثير من المصالح الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ويهدد العلاقات الدولية فهناك إحساس قوي بهذه القضية.المحور الثاني يتعلق بقضايا التدريب والتأهيل والدورات المشتركة الطويلة للقيادات في الخرطوم والقاهرة، والغرض من ذلك هو اكتساب مزيد من الخبرات والمعايشة الواقعية، فالدورات التدريبية والتأهيلية موجودة هنا وهناك ولكن الأهم من ذلك هو المعايشة في داخل الدولتين ومعرفة القضايا الأمنية.
|