تعهد بعدم مهاجمة إسرائيل للمتقدمين لتأسيس محطات فضائية بالعراق

* بغداد - د.حميد عبد الله:
فتحت سلطات الاحتلال الأمريكي في العراق الباب أمام تأسيس قنوات فضائية مقابل رسوم قدرها 500 دولار يدفعها صاحب الإجازة. وقال عدد من الذين يرومون تأسيس محطات فضائية في العراق انهم وبعد ان دفعوا الرسوم وقدموا ملفا كاملا من المعلومات عن أهداف المحطة وعن اتجاهات القائمين عليها وجذورهم السياسية وتاريخهم الشخصي فوجئوا بوجود استمارة تتضمن مجموعة اشتراطات يقتضي على طالب الإجازة ان يبصم عليها وهي بمثابة تعهد يتحمل من يبصم عليه المسؤولية القانونية في حالة مخالفته لتلك الشروط. واكدوا ان من بين أهم الشروط المطلوب التعهد بعدم مخالفتها هي ألا تسئ القناة لدولة إسرائيل ولا تتهجم عليها ولا تتحول إلى منبر ضدها بأي شكل من الأشكال، كما اشترطت سلطات الاحتلال ان تتجنب القناة الفضائية في حالة ترخيصها إطلاق تسمية (قوات الاحتلال) على القوات الامريكية والاستعاضة عنها بقوات التحالف او قوات الائتلاف، وألا تذكر كلمة ( المقاومة العراقية ) او تبث شيئا من فعالياتها او بياناتها، مشيرين إلى ان الشروط تقضي بأن يقدم صاحب المشروع الإعلامي البرامج التي تبثها القناة لمدة الثلاثين يوما الأولى من عمل القناة لتخضع للفحص والتقييم من قبل خبراء تعتمدهم سلطات الاحتلال لهذا الغرض. ومن بين الشروط الأخرى المكملة لإجراءات منح الترخيص هي ان يقدم صاحب القناة معلومات تفصيلية عن جميع العاملين معه مع تركيز استثنائي على المسؤول عن الأخبار واتجاهاته السابقة واسباب اختياره دون غيره لهذه المهمة.
وقال أحد طالبي إجازة تأسيس محطة فضائية رفض الكشف عن اسمه ان ضابطا أمريكيا بصحبة عدد من المترجمين قدموا له الاستمارة التي تتضمن التعهدات وطلبوا منه التوقيع عليها وعندما حاول ان يستفسر عن أسباب ذلك قالوا له إما ان تبصم او تخرج وفهم من خلال لهجتهم ان القضية لاتحمل المناقشة او الجدل. يذكر ان عشرات طلبات الترخيص لإنشاء محطات فضائية قد قدمت إلى سلطات التحالف من شخصيات وأحزاب وجهات متباينة الاتجاهات لكن الموافقات النهائية لم تصدر حتى الآن من قبل سلطات الاحتلال التي حصرت الموافقة النهائية على الترخيص بموافقة الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر شخصيا بسبب حساسية وأهمية هذه التراخيص وما يترتب عليها من احتمالات وجود قنوات إعلامية تنتهج التحريض ضد القوات الامريكية او تؤلب العرب والمسلمين على إسرائيل .