* القدس المحتلة- بلال أبو دقة:
قال رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع ( أبو علاء)، في مقابلة صحفية أجرتها معه صحيفة ( يديعوت أحرونوت الاسرائيلية ): إن خطة الانفصال التي طرحها نظيره الإسرائيلي، أريئيل شارون لا ترمي إلى مجرد الانفصال عن الفلسطينيين، بل تهدف إلى إلحاق ضرر جسيم بالفلسطينيين الذين يعيشون في مدينة القدس المحتلة..
وحذر قريع من المخاطر التي ينطوي عليها العام الحالي، إذا لم يعد الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني إلى طاولة المفاوضات..
مضيفا: أنه لا يوجد أي سبب يحول دون التقائه مع شارون، إذا كان هناك ما يمكن التحاور عليه..
وفي رده على نظرته ل خطة الانفصال التي عرضها شارون، وهل تقلقك بشكل خاص ؟؟
أجاب خطة الانفصال الأحادي الجانب تعني ضم مناطق الضفة الغربية إلى إسرائيل.. إنها خطة تهدف إلى حنق القدس، وعلى ضوء ذلك يقول قريع: فإن الحديث يدور عن أمر غاية في الخطورة..
لقد تسبب الجدار الفاصل بتقسيم ( أبو ديس - مكان إقامة أبو علاء )، وأصبحت منطقة ( العيزرية ) مغلقة، وكذلك الحال بالنسبة إلى حيي ( السواحرة، وبيت ساحور )..
ومما قاله أبو علاء: أحد العوامل المنبثقة عن الجدار الفاصل هو عامل الهجرة، وهذا يعكر صفو الأجواء..
كيف سيحصل سكان القدس الشرقية على قوتهم، إذا تم إغلاق جميع المناطق من حولهم بواسطة الجدار..؟
هذه سياسة غير مقبولة، وهي عبارة عن محاولة لقتل المناطق الفلسطينية، بما فيها مدينة القدس أيضًا..
ويضيف رئيس الوزراء الفلسطيني: يجب أن يثير هذا الأمر القلق بكل تأكيد، وعلى ضوء ذلك، فإن المطلوب من إسرائيل، يتمثل بخلق وضع يسوده الهدوء، بتنفيذ الأفعال وليس التصريحات والكلام..
كذلك يتعين على الطرفين أن يستأنفا المفاوضات، وسوف يجدوا في إطار المفاوضات أننا مستعدون بكل شجاعة لتنفيذ ما يطلب منا، وسوف يجدوننا ملتزمين بالعملية السلمية وب خارطة الطريق وبالسلام الحقيقي الذي سيجلب الأمن للجانبين..
وفي هذا الصدد دعا قريع اللجنة الرباعية والعالم أجمع وقادته السياسيين أن يلزموا حكومة إسرائيل على التوقف الفوري عن هذه الجرائم، وإرسال المراقبين الدوليين وقوات دولية لتنفيذ الاتفاقات الدولية بما في ذلك القرار ( 1515) الخاص بخارطة الطريق والعودة لطاولة المفاوضات للشروع بعملية السلام..
وكان ( أبو علاء ) أكد في وقت سابق: أن إحساس الفلسطينيين باليأس في تزايد..
وأن الخطوات الأحادية من جانب شارون بما في ذلك الجدار الفاصل العنصري الذي تقيمه إسرائيل في الضفة الغربية، قد تدفع الفلسطينيين إلى التخلي عن جهود التوصل إلى تسوية للصراع تقوم على أساس دولتين..
مضيفا: لقد وضع شارون الفلسطينيين في كانتونات، في أقفاص كالدجاج، إن هذا حل قائم على الفصل العنصري..
لا يمكننا قبوله بأي حال من الأحوال..
وشدد قريع على أن هذا الجدار هو جدار للضم والتوسع وهو ليس جداراً للأمن على الإطلاق، فالذي يبني جداراً للأمن لا يبنيه على أرض الآخرين بل على أرضه ويترك الآخرين وشأنهم ولا يبنى ويقطع أوصال بلدهم..
مؤكدا انه لن يقبل أي فلسطيني بدولة فلسطينية يرسم حدودها جدار الضم والتوسع الإسرائيلي..
إن دولة كهذه لن تكون قابلة للحياة ولن تتمتع بأي صفة استقلال.. إن الجدار لا يترك مجالاً لدولة فلسطينية، وهو يبنى ليدمر خيار الدولتين، موضحاً أنه إذا قتل خيار الدولة فإن كل الخيارات مفتوحة، لكن خيارنا القائم هو خيار الدولتين إذا أراد العالم وأصحاب خارطة الطريق أن يحموه..
على دول العالم والولايات المتحدة الأمريكية، أن تتحمل مسؤولياتها السياسية والأخلاقية تجاه الوضع القائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة..
وأضاف أبو علاء: إذا لم يعد الجانبان، الإسرائيلي والفلسطيني، للعمل بعزم وإصرار وإرادة من أجل تحريك العملية السلمية وكسر الجمود، فإن هذه السنة قد تنطوي على مخاطر جمة لكليهما..
أعتقد أن الأمريكيين لا يملكون هذا العام أيضًا متسعًا من الوقت ( في إشارة إلى الانتخابات الأمريكية )، لكنهم سيكونون على استعداد للمساهمة في العملية السلمية..
مع ذلك يقول قريع: إذا رأى الأمريكان أن الإسرائيليين والفلسطينيين لا يتعاونون، فلن يكون بإمكانهم تقديم الكثير.. الأمر منوط قبل كل شيء بالطرفين الإسرائيلي والفلسطيني..
وكانت الإذاعة الاسرائيلية نقلت عن مصادر في الحكومة الاسرائيلية، قولها: إن الولايات المتحدة الأمريكية باتت مستعدة الآن لدراسة خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي، أريئيل شارون الخاصة بالفصل أحادى الجانب بين اسرائيل والفلسطينيين، وأضافت في نبأ رصدته الجزيرة: حصل هذا التغير في الموقف الأمريكي في أعقاب الزيارة التي قام بها مدير مكتب شارون، المحامي ( دوف فايسغلاس ) إلى واشنطن مؤخرا..
وحسب المصدر: سيبدأ الطاقم الإسرائيلي المكلف بدراسة السبل الكفيلة لتنفيذ خطة الفصل، برئاسة ( اللواء غيورا ايلاند )، عمله مطلع الأسبوع القادم..
وتقول المصادر في اسرائيل: عرض مدير مكتب شارون أمام المسؤولين الأميركيين خطة الانفصال التي يتحدث عنها رئيس الحكومة الاسرائيلية، أريئيل شارون، والتي زعم أنها تتحدث عن الانسحاب إلى خط أمني، وإخلاء مستوطنات معزولة..
وابلغ مدير مكتب شارون، رايس أن اسرائيل ستبدأ بتنفيذ الخطة في حالة تواصل الجمود السياسي مع الفلسطينيين..
زاعما أن اسرائيل ما زالت ملتزمة بمنح فرصة لخارطة الطريق..
غير انه قال بعد ذلك: إن العلامات ليست مبشرة وإسرائيل بدأت التخطيط للانفصال من جانب واحد، وفي إجابته عن متعلق بالعقبات التي تحول دون عقد لقاء بينه وبين شارون ؟
أجاب رئيس الوزراء الفلسطيني ( أبو علاء ) الصحيفة الاسرائيلية: لا يوجد أي مانع يحول دون عقد لقاء بيننا، فشارون نفسه يقول: إنني أمتلك الوقت للاجتماع مع اليسار الإسرائيلي..
لكن عندما يتواصل بناء الجدار وسلب الأراضي ويستمر أيضًا الدمار، أي موضوع يمكننا التحاور حوله..؟!!
ماذا بقي للمناقشه..؟!!
لا يوجد أي مانع يحول دون انعقاد لقاء بيننا، لكن يجب أولاً أن تكون قاعدة صحيحة ننطلق منها إلى لقاء يكون مثمرًا..
وفي رده على سؤال ما هو المطلوب لإحداث تقدم في العملية السلمية..؟
قال: المطلوب من كلا الجانبين هو التحلي بقسط كبير من الحكمة، ضبط النفس، الصبر والإرادة، من أجل فعل كل شيء يسهم في تغيير الوضع، وتغيير السياسة التي تعمق الأزمة . .
شارون يرغب بتحقيق الأمن، ونحن مستعدون لمنحه ذلك، في حال لجأ إلى عملية سلام حقيقية، تستند إلى الانسحاب من المناطق الفلسطينية وإلى خارطة الطريق..
وفيما إذا كان قريع متشجعا من تصريحات أدلى بها مسؤولون في حركة حماس حول وقف إطلاق النار على المدى البعيد مقابل انسحاب إسرائيل من المناطق الفلسطينية، قال قريع: لست قلقًا على الإطلاق من الجانب الفلسطيني والتزامه بوقف إطلاق النار..
ما يقلقني أكثر هو الجانب الإسرائيلي ومدى استعداده للتعاطي مع نجاح وقف إطلاق النار بشكل جدي..
إننا على استعداد لفعل كل شيء إذا كانت إسرائيل جدية في نواياها المتعلقة العودة إلى طاولة المفاوضات، والبدء في تنفيذ الانسحاب من المدن الفلسطينية..
وفيما إذا كانت قضايا الفساد التي يشتبه شارون بالتورط بها، سوف تؤثر في العملية السلمية وتتضرر بصورة أكبر، قال قريع: هذه قضايا داخلية لا يسعنا التدخل بها..
|