مدينة الرياض .. في خدمة الحجيج
باهتمام صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض تكوّنت في العام الماضي وقبل موسم الحج بالذات لجنة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز وعضوية سمو أمين مدينة الرياض وعدد آخر من المسؤولين وذلك للعمل على رعاية شؤون حجاج بيت الله الحرام المارين بمدينة الرياض وكان من نتائج اعمال هذه اللجنة ان أقيمت مدينة للحجاج في الجهة الشرقية للمدينة وقد ساهم في تزويدها عدد من الدوائر الحكومية بإقامة الخيام وبناء خزانات للماء العذب ومراحيض صحية لكلا الجنسين كما أقيم بها محطة لتوليد الكهرباء للإضاءة وتوفير وسائل التدفئة داخل المخيمات وأنشئ فيها أسواق تجارية لعرض المواد الغذائية والتحف والملبوسات الشتوية التي يهم الحجاج والمسافرين اقتناؤها مع فرض أسعار مخفضة وتحت إشراف صحي دقيق وقد وفرت لهذه المدينة المبيدات اللازمة للحشرات وسيارات لرش الأرض بالماء يومياً لمقاومة الغبار كما ان عدداً من رجال الأعمال في مدينة الرياض أسهموا أيضا في إقامة بعض المنشآت وفتح مصرف لمبادلة النقد الأجنبي بالنقد السعودي تيسيراً للوافدين، وخصصت فرق للمرابطة ليلاً ونهاراً من رجال الشرطة وشباب الكشافة والهلال الأحمر والمرشدين الصحيين والمترجمين لعدد من اللغات الأجنبية.
وقد اضطلعت أمانة مدينة الرياض بالعبء الأكبر في توفير كل ما نقص عما ساهمت به الدوائر الحكومية الأخرى، ولاقى حجاج البر القادمون من تركيا والعراق وايران وغيرهم من حجاج البلدان العربية الأخرى كل رعاية وعناية وتأمين في العام الماضي كما يلاقون هذا العام بل ان بذل الخدمات يزيد عما كان عليه في العام الذي قبله.. وليس هذا فقط داخل مدينة الرياض بل ان كل مدينة وقرية يمر بها الحجاج تلاقيهم بالترحاب منذ ان يعبروا الحدود داخلين لهذه المملكة. وقد حظي عدد لا بأس به منهم بتوفير سيارات لنقلهم عندما تتعطل قوافلهم في البر أو البلد وتسابق عدد من المسؤولين في التصدي للنجدات بتغطية نفقات النقل من حسابه الخاص وذلك ابتغاء وجه الله.
وهكذا تسهم كل مدينة وقرية مهما بعدت عن مواقع الحج بمئات الكيلو مترات بل وآلافها في خدمة ضيوف الرحمن أداء لواجب ديني وانساني توارثه أبناء هذه الجزيرة منذ أذن فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم منادياً المسلمين للحج!
ومع التقدير الكامل لكل هذه الجهود الموفقة والعاملة لتخفيف متاعب القاصدين لبيته الحرام والترحيب بهم على هذه الصورة المشرفة من جهة والمحافظة أيضا على صحة المواطنين ونظافة مدينتهم من أن يحل هؤلاء الحجاج في شوارع المدينة وعلى أرصفتها يزاولون الطبخ والغسيل كما كان في الماضي مما كان يسيء للصحة العامة، الا أني من جهة أخرى أرى انه ما دام هذا العمل أصبح التزاماً أدبياً تحشد الطاقات كل عام لأدائه فقد أصبح من المحتم ان يعمل على الاستغناء عن المخيمات واستبدالها باقامة مدينة مبنية على نمط حديث وكبير بحيث يعمل على تقديرات لتزايد حجم الحجاج في سنوات عديدة قادمة تساير تحسن الطرق في بلادنا مما يشجع على تكاثر الاقبال على الحج عن هذا الطريق، ويعجل باتخاذ الخطوات التنفيذية من الآن لوضع مخططات علمية لطراز المدينة ومع ان وزارة الحج والأوقاف لم تساهم في انشاء هذه المدينة للحجاج وهي المعنية مباشرة بشؤون الحج والحجاج فاننا نتطلع إلى تبنيها لاقامة المدينة الجديدة وحتى لا تتكرر مثل هذه التعبئات عند بدء موسم الحج ثم يعاد اقتلاع كل ما أقيم من منشآت وبالتالي تعاد إقامتها من جديد في كل عام ولأنه على الصورة المرجوة لا تتكرر التكاليف في المستقبل إذا أحسن صيانة المنشآت وأتقنت تصاميم إقامتها.
ولسوف توفر الدولة الكثير من النفقات في المستقبل وتخفف العبء عن المسؤولين الذين يصطدمون بالاعداد لهذا العمل كل عام.. وتساورهم نفس المشاغل والمخاوف أحياناً من أن تتعرض جهودهم للفشل كأن يصادف هذا الموسم أو ذاك نزول أمطار قد تكون مصحوبة بعواصف وأعاصير تقتلع ما أقيم من هذه المنشآت إلى غير ذلك من التوقعات.
واني على يقين أن سوف يلاقي اقتراحي هذا تجاوباً، كلل الله جهود العاملين بالنجاح ومرحباً بضيوف الرحمن على أرض المروءات.
|