* الرياض - شيخة القحيز:
حيا معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي حجاج بيت الله الحرام المتوجهين للوقوف على صعيد عرفات، وحيا شعوب الأمة الإسلامية، ودعا الله أن يتقبل من حجاج بيت الله الحرام هذا النسك العظيم الذي فرضه الله على القادرين من المسلمين.
جاء ذلك في رسالة وجهها د. التركي إلى حجاج بيت الله الحرام وإلى قادة الأمة المسلمة وشعوبها في يوم عرفة، دعا فيها إلى استلهام المعاني السامية العظيمة لشعيرة الحج، وإلى وقفة لمراجعة الذات وتلمس ما تضمنه الحج من معان ومبادئ تؤصل في حياة المسلمين روح الأخوة والوحدة والتضامن والقوة، وقال معاليه في رسالته:
من عرفات أحييكم جميعا وأدعو الله أن يتقبل من حجاج بيت الله الحرام هذا النسك العظيم الذي فرضه على الناس بقوله: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا).
من هذا الموقف العظيم، أهيب بكم أيها الأخوة المسلمون - قادة وشعوبا - أن تستلهموا المعاني السامية العظيمة لشعيرة الحج، وأدعوكم إلى وقفة لمراجعة الذات، واستشعار ما تضمنه الحج من معان سامية، تؤصل في حياة المسلمين روح الأخوة والوحدة والتضامن والقوة، ولا بد لنا نحن المسلمين أن نتذكر أن أمتنا الإسلامية العظيمة قد سطرت في سجلات التاريخ مآثر كبرى، على الإنسانية جمعاء عندما كانت تطبق الشريعة الإسلامية الغراء، ولا بد للأمة أن تعود اليوم إلى كتاب الله العظيم وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في جميع شؤون الحياة.
إن الأمة المسلمة اليوم تواجه عددا من القضايا الساخنة في الساحة الإسلامية، التي تنتظر مساعيكم الخيرة، وفي مقدمة تلك القضايا معاناة شعب فلسطين، فها هي سلطات الاحتلال تحدث المجازر، فتقتل في كل يوم عددا من أبناء فلسطين، وإن رابطة العالم الإسلامي التي يؤلمها ما يحدث في فلسطين أشد الألم، لتتابع الانتهاكات الظالمة التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية في أنحاء فلسطين، وتطالب العالم أجمع بوضع حد للمظالم والانتهاكات التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني، كما تطالب الدول الإسلامية بتحقيق وحدة الصف المسلم واتخاذ المواقف الحازمة المناسبة، وتكثيف العمل والاتصالات الدولية، ليتخذ المجتمع الدولي الوسائل المناسبة التي تحمي شعب فلسطين من الاضطهاد والعدوان.
إن الأمة تواجه إلى جانب مشكلاتها الداخلية تحديات خارجية جديدة تستهدف شخصية الإنسان المسلم وثقافته وفكره، بل وتستهدف عقيدته، ورابطة العالم الإسلامي عقدت المؤتمرات لمناقشة التحديات التي جدت في حياة المسلمين، وهنا أؤكد على ضرورة التعاون والتنسيق لتنفيذ صيغ العمل الإسلامي المشترك بين الجهات الرسمية الحكومية والمنظمات والهيئات الشعبية في العالم الإسلامي، ولا يخفى على قادة الأمة ما للتعاون بين الحكومات والشعوب من منافع عظيمة، تعود على المسلمين بخير عظيم، كما لا يخفى على القادة وعلى الشعوب المسلمة ان الإسلام وما فيه من تشريع هو الضامن الوحيد لحماية الأمة المسلمة من جميع المخاطر التي جدت في الساحة العالمية.
|