حبي للأعمال المسرحية دائما يدفعني إلى تشبيهنا يا معشر القراء (بالمشاهدين) فنحن ما زلنا ندفع لمشاهدة عرض. والثقافة هي البطل الحقيقي الذي نتسابق من أجل مشاهدته. ومن المتعارف عليه أن الديكورات والتفاصيل مهمة لخلق شعور بالمسرح لكن (الثقافة) لا تزال هي النجم المسرحي. كل المشاهدين يتساءلون عن البطل (الثقافة) ما ما هيته؟ إلى أي مسرح ينتمي، قوته، اتجاهاته، قدراته؟ يركز على ماذا؟ والأهم من ذلك كله من هو المخرج الذي صنع هذا البطل؟ هل هذه النجومية ناتجة عن موهبة حقيقية؟ أو فقط بناء على توجيهات مخرج العمل أم الاثنين معا؟
تراءت أمامي هذه الصورة المبهمة نوعاً ما، وأنا أفكر بمعنى أن تكون مثقفاً ومن هو المثقف بالمقياس العام؟ ومن يندرج تحت هذه التسمية والسؤال المهم من هم مثقفونا بالتحديد وأين نتاجهم الثقافي؟ أليس لنا الحق نحن المشاهدين أن نستمتع بهذا العطاء الثقافي دون حجز مسبق؟ فالعطاء تبادل وأقل ما يمكن هو معرفة أدوارنا بشكل محدد وواضح وتثقيف عقلياتنا بكل ما من شأنه خدمة هذه الأدوار التي نقوم بها. فوجود المثقفين بيننا ليست رفاهية اجتماعية كما يسميها البعض بل هي حاجة اجتماعية ملحة. فكما أنه لا يحق لأي انسان أن يطلق على نفسه لقب مثقف.. يحق لكل مثقف أصيل أن يفخر بنفسه. فالثقافة قضية كل مثقف.
فإلى متى سنظل في هذه الأمية الفكرية الغير مدروسة.
نحن نعيش حرباً ثقافية متصاعدة نتجت عن تصادم ثقافات عدة مع الأفكار الشائعة.
أين هويتنا الثقافية؟ ما هي الماركة المسجلة لها؟ هل أصبحت مجرد اكسسوار نزين به أحاديثنا؟
ففي نهاية المسرحية عندما نصفق للبطل فحن نعلن انسحابنا من المسرح ففي كلا الحالتين سوف نصفق سواء كان العرض جيداً أم لا.. ولكن عندما لا يكون جيداً فنحن بالتأكيد لن نفكر بحضور هذه المسرحية مرة أخرى مهما كانت الديكورات والتفاصيل.
* ماجستير إدارة عامة
|