Sunday 1st February,200411448العددالأحد 10 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

باب النجار مخلوع باب النجار مخلوع
علي بن شايع النفيسة/مدير التوجيه والتوعية بوزارة الداخلية

الكثير من المختصين ينقصهم ما يوفِّرون لغيرهم في مجال تخصصهم، ولو تلمست الأسباب لهذه الظواهر السلبية لوجدت أنها ذات تراكمات زمنية ربما كانت بداياتها قبل تخصص الإنسان في المجال الذي ينقصه ما ينقصه فيه، فمثلاً تجد دكتوراً مختصاً بمعالجة آثار أمراض التدخين تجده يدخن ولا يستطيع ترك هذه العادة السيئة التي هو أعرف الناس بآثارها السلبية وذلك لكونه تورط في التدخين في مرحلة مبكرة من العمر قبل أن يدرك أضرار التدخين.
من الجدير بالذكر في هذا المجال انحراف أبناء بعض الدعاة والمربين والمعلمين، وكذلك ارتكاب الجنايات من أبناء بعض رجال الأمن.
اذاً هناك خلل جوهري يحتاج إلى دراسة متأنية من قبل المختصين لوضع الاقتراحات والحلول ونشرها على الملأ، وكذلك يتطلب الأمر وقفة جادة ممن يعانون من المشكلة وتدارك ما يمكن تداركه، ليعذر الإنسان نفسه ويعذره الآخرون.
اعتقد أن أي مشكلة تحتاج لعدة مراحل لحلها ربما كان أولها هو عملية التشخيص للمشكلة وتحديدها بشكل دقيق ومن ثم تحديد مسبباتها والأجواء المحيطة بها الداعمة لنشوئها وتطورها، فاذا عرف ذلك أمكن معالجة المشكلة بمعالجة مسبباتها وتفكيك الأجواء المناسبة لتطورها. فمثلاً انحراف الابناء مشكلة يعاني منها الكثير من الناس مع عدم اكتراث البعض بها لتسليمهم ان هذا هو حال الشباب اليوم، وهي من المؤرقات للمختصين بالتربية على اختلاف تخصصاتهم، ناهيك إن كان المنحرفون من أبنائهم أو ممن تحت ولايتهم ومسؤوليتهم بشكل قريب أو بعيد، البعض رغم جهوده المضنية لإصلاح الآخرين تجده بالنسبة لذويه ممن ذكرنا آنفاً قد دبت في نفسه روح اليأس والتسليم للأمر الواقع وهذا كما لا يقبل إطلاقاً من عامة الناس فكيف من المختصين.
الأبناء في مقتبل العمر لا يدركون مصالحهم ويغلِّبون جانب العبث والراحة والكسل على الجد والاجتهاد والحياة الجادة والتحصيل المتطلب للتعب وترك الملهيات من السهرات والجلسات وإطلاق العنان لهوى النفس لتحقيق مرادها وقد قيل:


النفس ان أتبعتها هواها
فاغرة نحو هواها فاها

وهنا لا بد ان نؤمن ان الشباب يحتاج منا لصناعة لذواتهم وأن نبنيهم لبنة لبنة حتى يكتمل البناء بتخطيط وصبر ومعاناة، وهذا ما يطلق عليه البعض «صناعة الأجيال» ولا ننسى جانباً مهماً بهذا الخصوص ألا وهو كثرة الدعاء والإلحاح على الله سبحانه بطلب التوفيق والنجاح، وقد قيل:


إذا لم يكن عونا من الله للفتى
فأول ما يجني عليه اجتهاده

والله المستعان وهو الهادي إلى سواء السبيل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved