صحيح أن الوطن فقد مجموعة من شبابه (رجال الأمن) في واحدة من حلقات الغدر, وفي لحظة لم يكن أحد ليتصور أن ينطلق فيها الرصاص ليخطف أرواح هؤلاء الشباب المتفانين في عملهم.
لكن الصحيح أيضاً أنه بفضل جسارة وشجاعة هؤلاء الأبطال فقد أمكن تفادي كوارث لا يُعرف مدى بشاعتها، حيث استشهد ستة من رجال الأمن في حي الفيحاء عندما باغتهم رصاص الفئة الضالة بينما لم يطلق الجنود ولا رصاصة واحدة، وأمكن من خلال العملية التي هي عملية تفتيش عادية القبض على أحد المطلوبين ومصادرة أسلحة وقنابل.
وحتى خلال ما جرى يمكن ملاحظة كيف أن تعاون المواطنين يعطي نتائج إيجابية ويحقق الكثير من الأهداف التي تصب أولا وأخيرا في مصلحة المواطن ذاته.. فهؤلاء الذين سمحوا لأنفسهم بارتكاب هذه الجرائم لا يهمهم من يسقط قتيلا أثناء تنفيذهم عملياتهم، ولهذا فقد بات من الضروري مشاركة الجميع في درء هذه الأخطار التي تستهدف الأرواح والمنجزات والمكتسبات الوطنية.
وهناك مجهود كبير من قبل الجهات الرسمية الأمنية إلا أن هذا المجهود يكون أكثر فاعلية بمشاركة المواطن الذي عليه أن يعتبر نفسه عنصرا مهما في العملية الأمنية.
خلال أسبوع واحد تمكن رجال الأمن من العثور على ثلاثة مخابىءوإلقاء القبض على سبعة من المشتبه بهم وهذا إنجاز كبير بحساب المخاطر المرتقبة في مثل هذه العمليات، باعتبار أن العمل يتضمن مواجهة أناس لا يتورعون عن القتل والتخريب والتدمير..
كل هذه التضحيات لن تذهب سدى, دائما تحسب لصالح تعزيز البناء الأمني كما تزيد من رصيد ثقة المواطن بإخوته وأبنائه الذين انخرطوا في مختلف المجالات الأمنية وهم على استعداد لتقديم دمائهم وأرواحهم فداء للوطن..
|