* عرفات - أحمد الأحمدي:
قضى يوم أمس حجاج بيت الله الحرام يوم الوقفة الكبرى على صعيد عرفات الطاهر وسط خدمات راقية ومتكاملة من جميع النواحي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- وعاشوا يوماً من أيام الله الخالدة ملبين ومهللين ومستغفرين في اجواء مشبعة بالإيمان والسكينة والطمأنينة.
وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية ان حركة تصعيد الحجاج من منى الى عرفات تمت بكل سهولة ويسر ولله الحمد وبانسيابية تامة لحركة السير وفق ما خطط لها من قبل الجهات الأمنية المعنية من جهود موفقة في هذا المجال وحثها على استمرار بذل المزيد من الجهود لخدمة وراحة ضيوف الرحمن.
هذا وقد توافدت مواكب الحجيج الى مشعر عرفات منذ الصباح الباكر ليشهدو يوم الوقفة الكبرى بعرفات يوم الحج الأكبر (فالحج عرفة) ومن واقع مشاهدات (بعثة الجزيرة من المشاعر المقدسة) فقد لوحظ ان اغلبية الحجاج فضلوا السير على الاقدام في رحلة الصعود الى عرفات من منى منذ الصباح الباكر في موكب رباني مهيب يذكر المؤمن بيوم الحشر العظيم بين يدي الله عز وجل فالجميع كانوا بلباس واحد ولا فرق بين غني و فقير وصغير وكبير والرئيس والمرؤوس الجميع يسيرون سواسيه يرجون رحمة الله ومغفرته.
وهكذا ساروا في مواكب إيمانية متجهين الى خالقهم عز وجل بنداء واحد (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك) يرفعون ايديهم بالدعاء الى الله عز وجل في هذا اليوم العظيم الذي ينزل فيه جل وعلاء الى السماء الدنيا يتباها فيه بعباده الذين جاؤوا من كل فج عميق ملبين ومستغفرين.. يا له من منظر روحاني بديع ليخيل الى الناظر الى هذه المواكب الكبيرة من الحجيج وهي تسير من منى الى عرفات ومن عرفات الى مزدلفة انهم في يوم الحشر الاكبر يوم القيامة عندما يحاسب عز وجل عباده ويؤتى بالكتاب ان خيراً فخير وان شراً فشر.
كما لاحظت (بعثة الجزيرة في المشاعر المقدسة) ان وفود الحجيج عندما وصلوا الى صعيد عرفات تفرقوا في كافة مسطحاتها الواسعة فالبعض اتجه الى المخيمات المعدة لهم من قبل مؤسسات الطوافة والبعض فضل ان يتظلل بظلال الاشجار الوارفة, كما ان اغلبهم فضلوا الذهاب الى الجبال ومنها جبل الرحمة (القرين) عند الصخرات الكبار والذي يخيل للناظر اليه - أي جبل الرحمة- انه تحول الى جبل مغطى بالجليد الابيض بسبب وقوف الحجيج عليه وهم بلباس الاحرام الابيض. كما تظلل بعض الحجاج بسيارات النقل الكبيرة والحافلات, كما انتشرت السيارات المبردة التي توزع المواد الغذائية المختلفة على ضيوف الرحمن كالالبان وغيرها بالاضافة الى البسطات المتعددة التي تبيع المواد الغذائية والتموينية مثل المركبات والثلج والخبز, ومن المشاهدات ايضا انتشار رشاشات المياه حول مسطح عرفات خاصة حول مسجد نمرة وجبل الرحمة وهي رشاشات ماء على شكل رذاذ خفيف مثبتة على اعمدة كاعمدة الانارة وتقوم برش المياه على شكل رذاذ خفيف لتلطيف الجو رغم ان الجو لطيف بطبيعته ولكنها وضعت عندما يصادف الحج فصلا تشتد فيه الحرارة لتبريد الجو على ضيوف الرحمن. كما شوهد عدد من الحجاج في يوم عرفة وهم يجرون الاتصالات الهاتفية بذويهم من خلال الكبائن الهاتفية التي تم نشرها من قبل الشركة السعودية للاتصالات على كافة مسطح عرفات. كما لوحظ تواجد اعداد كبيرة من شباب الكشافة وهم يقومون بارشاد ضيوف الرحمن التائهين لمقار مخيماتهم او اتجاهاتهم مستخدمين في ذلك خرائط توضيحية يحملونها لهذا الغرض كما يقومون بايصال الاطفال وكبار السن الى مركز التعريف بالتائهين وهم يعملون بكل جد واخلاص وتفان تحت اشعة الشمس ورغم ذلك فالابتسامة لا تفارق شفاههم لانهم يشعرون في قرارة انفسهم بعظمة هذا العمل الإنساني.
|