في جولته التفقدية الشاملة في المشاعر المقدسة يوم الثلاثاء الخامس من ذي الحجة 1424هـ اطلع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا على الاستعدادات والخدمات والإمكانات الآلية والبشرية التي وفرتها الدولة لخدمة وراحة ضيوف الرحمن في موسم حج هذا العام.
وفي هذه الجولة الميمونة زار سموه عدة مواقع مهمة ذات علاقة بشؤون الحج والحجاج والتي تسهم في كل ما من شأنه إعانة حجاج بيت الله الحرام على أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة تحقيقاً للأهداف النبيلة التي تحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على تنفيذها، منها قوات الطوارىء الخاصة في موقف حجز السيارات الصغيرة على طريق مكة المكرمة - الطائف السريع، والقوات المشاركة في أعمال الحج كقوات الطوارىء الخاصة، والأمن العام، والدفاع المدني، والجوازات والمجاهدين، والشرطة، والمرور، والدوريات الأمنية، وأمن الطرق، والخدمات الطبية، ووزارة الصحة، والهلال الأحمر السعودي وغيرها.
وقد نالت هذه التجهيزات استحسان سمو الأمير، وأشاد بها في كلمته الضافية التي ألقاها مرتجلاً في مقر وزارة الحج حيث التقى مع معالي وزير الحج ورؤساء مؤسسات الطوافة، ومؤسسات حجاج الداخل، ومن ذلك قوله - حفظه الله -: (وقد شاهدنا في هذا اليوم المبارك ما تم من إضافات كلها تتعلق بتيسير الخدمة بأفضل ما يمكن بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى).
ونوه سموه بجهود وزارة الحج ومؤسسات الطوافة في قوله: (لا شك أننا جميعاً لوزارة الحج وعلى رأسها الوزير والمسؤولون والإخوة رؤساء مؤسسات الطوافة جهودهم التي يبذلونها للارتقاء بهذه الخدمات إلى المستوى اللائق بحجاج بيت الله الحرام وبأهل هذه البلاد).
وهذا التقدير الرفيع من سموه يؤكد ما تقوم به مؤسسات الطوافة من مجهودات قيمة في سبيل تحقيق الأهداف السامية التي تحرص عليها حكومتنا الرشيدة من حرص على تقديم خدمات جليلة لضيوف الرحمن، وقدرة فائقة على مواجهة الأعداد الهائلة من الحجيج التي تتكاثر عاماً بعد عام، وتوفير أرقى الخدمات لها على الرغم من محدودية الزمان والمكان.
إن ما تقوم به مؤسسات الطوافة في هذا المجال من جهود خارقة للمحافظة على نجاح الموسم، وما تبذله من مساع مضنية للحفاظ على سمعة وطننا الحبيب حتى يظل دائماً القلب النابض للعالم الإسلامي، وما تقدمه من خدمات راقية لحجاج بيت الله الحرام على الرغم مما تحصل عليه من عوائد قليلة إذا قيست بهذه الخدمات الطائلة لهو في حقيقة الأمر لون من ألوان الولاء والمحبة والتقدير لهذه القيادة الحكيمة، وأمام تقدير سمو الأمير لهذه الجهود المضنية يشعر المطوفون بالفخر والاعتزاز ناسين ما يكابدونه من مشاق، وما يعانونه من صعاب، ذلك لأن ثناء الأمير عليهم جاء كالبلسم الشافي الذي يذهب عنهم الشعور بالمعاناة، ويخفف عنهم وطأة العمل المتواصل ليل نهار للوصول إلى تحقيق أهداف الدولة.
ولاشك أن هذا الثناء العاطر والتنويه الحميد بجهودهم سيكون حافزاً لهم على مضاعفة العطاء وتحسين الأداء، والقدرة على الابتكار والاجتهاد في أساليب الاختراع والإبداع، وهو ما يهدف إليه سموه - حفظه الله - الذي لا يقنع بهذه الخدمات على رقيها وجودتها، وإنما يطمح إلى المزيد من الرقي والإبداع حينما قال في نفس هذا اللقاء:
(لا شك أن الجميع يطالب وزارة الحج ومنسوبيها ومن تتعامل معه وجميع المؤسسات التي تعمل في هذا المجال بأن يكون - إن شاء الله - دائماً على مستوى المسؤولية، ونراهم كذلك ولكننا دائماً نطمح إلى الأفضل والأحسن، لا شك أنها مسؤولية ومسؤولية دقيقة، وفي أيام معدودات مطلوب أن تؤدي هذه الواجبات في هذه الأيام لكل حاج مسلم دون تمييز وألا يعني مستوى التكلفة الهبوط في أداء الواجب نحو البعض، بل تؤدى بصفة أساسية بشكل متساو، على كل حال لا نستطيع إلا أن نشكر الجميع، ونطلب من الله عز وجل العون والسداد).
ونحن بدورنا نشكر سمو الأمير على هذه الروح الكريمة التي ليست بغريبة عنا، فقد عهدناه الراعي الأمين، والأب الرحيم، والأخ الشفوق، والمسلم الغيور على وطنه وأمته الإسلامية، ونحن معه على هذا النهج سائرون بهدى من الله تعالى، ثم برعاية من حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله.
(*) رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا |