نشرعدد من الصحف خلال الأيام الماضية خبراً مفاده ان وزارة الحج قد وجهت الدعوة لجميع موظفي الدولة ممن يشغلون المرتبة الخامسة فما دون، وكذلك المستخدمين والمعينين على بند الأجور الذين يرغبون العمل خلال فترة الحج كسائقين أو فنيين إلى الالتحاق بإحدى شركات نقل الحجاج.
الجدير بالذكر ان مجلس الخدمة المدنية سبق ان أصدر قراراً عام 1421هـ يسمح لهؤلاء الموظفين بإجازة تبلغ (30 يوماً) مدفوعة الراتب إضافة إلى مكافأة مقدارها (3000) ريال مقابل قيام الشباب السعودي بهذا العمل. وما من شك ان لهذا القرار عدداً من الإيجابيات منها انه سيعمل على توفير أكثر من إحدى عشرة فرصة عمل لشبابنا الباحث عن فرصة عمل، وقبل هذا كله فإن من إيجابيات هذا القرار انه سيسهم في توفير خدمات أفضل للحجاج حيث إن السائق أو الفني السعودي سيكون أكثر حرصاً من غيره على خدمة ضيوف بيت الله مقارنة بما يمكن ان يقدمه السائق أوالفني الأجنبي.
وأتذكر بأننا قد فوجئنا عندما قررت اللجان المصرية السعودية المشتركة خلال العام الماضي اختيار ثمانية آلاف سائق مصري للعمل بشركات نقل الحجاج السعودية في موسم الحج الماضي.
وقد قمنا بتوجيه اللوم والعتب لوزارة الحج على سماحها بالتعاقد مع تلك الآلاف من السائقين غير السعوديين ظناً منا بأن الوزارة بهذا التصرف تكون قد حرمت الشباب السعودي من آلاف فرص العمل الشريف المستحقة لهم، إلا أن الطامة قد اتضحت بأن وزارة الحج لم تقدم على التعاقد مع تلك الآلاف من السائقين غير السعوديين إلا بعد ان تأكد لها عدم تقدم الشباب السعودي لشغل تلك الفرص الوظيفية.
وبالتالي فإن التساؤل الذي نبحث عن إجابة له يتمثل في الأسباب التي تجعل شبابنا يعزف ويرفض تلك الوظائف، فتلك الأعمال تعتبر أعمالاً شريفة، ومكافآتها المالية مجزية حيث تصل إلى 3000 ريال كما انها أعمال لا تحتاج إلى مهارات تقنية عالية، وقبل ذلك فتلك الوظائف ستمنح الفرصة لشبابنا لخدمة دينهم ووطنهم خاصة انهم سيكونون أكثر حرصاً من غيرهم على خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج.
إذاً لماذا يرفض شبابنا تلك الوظائف ؟ في ظني ان شبابنا ليس لديهم عذر في رفضهم لتلك الوظائف، ونتمنى ان يكونوا قد بادروا هذا العام في الالتحاق بتلك الوظائف، فهم أولى بها ولا عذر لهم في رفضها.
.com . dralsaleh .yahoo |