* لندن اف ب:
وجدت الصحافة البريطانية صعوبة في «هضم» نتائج تحقيق القاضي براين هاتن حول انتحار خبير الاسلحة ديفيد كيلي، والتي انتقد فيها هيئة الاذاعة البريطانية بي.بي. سي وبرأ ساحة رئيس الوزراء توني بلير .
وقد استقال الصحفي صاحب التقرير الذي فجر كل هذه الازمة لتكون استقالته الثالثة في هيئة الاذاعة البريطانية بعد تحقيق هاتن.
غير ان كل هذه الاستقالات لم تفلح في هز ثقة البريطانيين بإذاعة بي بي سي ، حيث اظهر استطلاع للرأي انهم يثقون بها اكثر من الحكومة.
فقد استقال يوم الجمعة الصحفي أندرو جيليجان صاحب التقرير الذي فجر الخلاف بين هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) والحكومة في ايار/مايو الماضي في أعقاب استقالة رئيس الهيئة وكبير المسئولين التنفيذيين فيها.
واعترف جيليجان بأن تقريره الاصلي الذي بثته بي.بي.سي في 29ايار/مايو الماضي شابه قصور لكنه قال إن الهيئة بأكملها كانت ضحية «ظلم خطير».
وكان مدير هيئة الاذاعة البريطانية جريج دايك قد استقال من منصبه يوم الخميس في أعقاب صدور تقرير اللجنة المكلفة بالتحقيق في وفاة خبير الاسلحة ديفيد كيلي برئاسة القاضي لورد هاتن والذي تضمن انتقادات شديدة للهيئة،كما استقال جافين ديفيز رئيس مجلس أمناء الهيئة من منصبه يوم الاربعاء.
وأصدر المكتب الصحفي التابع لبي.بي.سي بيانا جاء فيه :
نستطيع تأكيد أن أندرو جيليجان استقال، ندرك أنها كانت فترة عصيبة جدا بالنسبة له.
وكان مكتب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير رد بغضب على ما ذكره جيليجان في تقريره عن علم الحكومة بأن ملفها الذي نشر في 24 ايلول/سبتمبر عام 2003 عن أسلحة الدمار الشامل العراقية تضمن مبالغات في حجم التهديد الذي تمثله مثل تلك الاسلحة وذلك لتدعيم مبررات الحكومة في المشاركة في شن حرب على العراق في مواجهة تشكك الرأي العام البريطاني.
وتلا ذلك إقدام خبير الاسلحة ديفيد كيلي الذي كان مصدرا لمعلومات جيليجان على الانتحار وتعيين هاتن للتحقيق في القضية، وقدم لورد هاتن تقريره يوم الاربعاء الماضي متضمنا انتقادات شديدة لبي.بي.سي ومبرئا ساحة بلير ومعاونيه من أي خطأ.
وقد سرت موجة من الامتعاض في الصحافة البريطانية تجاه تحقيق هاتن وكتب ماكس هاستينغز في صحيفة الغارديان امس السبت كلما فكرت مليا بهاتن ازداد غضبي.
واعتبر الصحافي انه من الصعب الا نوافق على استنتاجاته حول اخطاء بي بي سي لكن الاضرار التي تسبب بها تقريره غير المتوازن بشكل متنافر تتخطى إلى حد بعيد فداحة الخطأ.
ورأت صحيفة الاندبندنت من جهتها: كنت اود لو ان اللورد هاتن تفحص الوقائع من كل جوانبها، لكان عندئد وضع تقريرا اكثر توازنا ومصداقية.
وقد ابعد تقرير اللورد هاتن جميع الشبهات عن حكومة بلير في اطار قضية خبير الاسلحة ديفيد كيلي الذي انتحر في تموز/يوليو بعد ان نشرت الحكومة البريطانية اسمه على انه مصدر معلومات برنامج لبي بي سي اكد ان التقرير الحكومي حول الاسلحة العراقية كان مبالغاً فيه،
وقد اشترك موظفو بي بي سي في تمويل نشر اعلان في ديلي تلغراف يعبر عن اضطرابهم لاستقالة المدير العام غريغ دايك.
وتحت عنوان استقلالية بي بي سي اكدت المذكرة ان غريغ دايك يمثل الصحافة الشجاعة المستقلة والدقيقة لبي بي سي التي تعمل بدون خوف للبحث عن الحقيقة.
واضاف موقعو الاعلان :نحن متأثرون لرحيل غريغ لكننا مصممون على الحفاظ على ما فعله وسعيه لمؤسسة مستقلة تكون في خدمة الشعب قبل اي شيء اخر.
وقد اظهرت سلسلة من استطلاعات الرأي ان الناس ما زالوا يثقون ببي بي سي اكثر من الحكومة. وعلقت الاندبندنت بالقول ان بلير يأمل بقوة ان يساعده تقرير هاتن على استعادة ثقة الشعب، مضيفة :ان ظني هو انه سيخيب وان الناس - لجهة مسألة الثقة- قد اصدروا حكمهم عليه.
|