* فلسطين المحتلة- بلال أبو دقة:
في وقت حاول فيه الإسرائيليون ترويج وإطلاق التسميات غير الإنسانية على منظمة حزب الله اللبنانية، وترويج أكاذيب وأساطير حول التعذيب الذي تلقاه الأسير الإسرائيلي المحرر (الحنان تننباويم) في أسر حزب الله، ومحاولة تصوير قادة وعناصر الحزب بالوحوش في تعاملهم مع الأسرى، جاءت المقابلة المتلفزة مع الأسير الحنان تننباويم، وما تبعها من شرائط مصورة لتثبت أن حالته الصحية كانت أفضل بكثير مما حاول الإسرائيليون إقناع العالم به، الأمر الذي ادهش حتى الجهات الأمنية الإسرائيلية التي حاولت مداراة فضيحتها من خلال توجيه سهامها إلى الجهات التي ضغطت من أجل إطلاق سراح تننباويم، بادعاء تدهور حالته الصحية.
وإذا لم يكن ذلك كافيا، فهذا هو الحاخام العسكري للجيش الإسرائيلي الذي اشرف على عملية تشخيص جثث الجنود الإسرائيليين الثلاثة في ألمانيا، قبل نقلهم إلى إسرائيل (الخميس) يدلي بتصريحات لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية يفضح فيها الأكاذيب الإسرائيلية والدعاية المسمومة التي أدارتها جهات أمنية وسياسية ودينية في إسرائيل!!..
فقد اعترف الحاخام العسكري، (يسرائيل فايس) في المقابلة بأنه فوجىء بالحالة الجيدة لجثث الجنود، مؤكداً: لم ينكلوا (حزب الله) بالجثث، وحافظوا عليها بشكل متماسك، بل قاموا بإجراءات طبية في محاولة لإنقاذ الجثث.. وكانت أعضاء بعض الجثث تحمل ضمادات طبية.
وأكد الحاخام فايس أن الجنود الثلاثة قتلوا خلال العملية العسكرية، الأمر الذي ينفي كل المزاعم الإسرائيلية السابقة بشأن أسر الجنود أحياء والتنكيل بهم، وغير ذلك من ادعاءات استهدفت تشويه صورة حزب الله، وقال فايس: إن الجنود أصيبوا جراء انفجار عبوة ناسفة بالقرب منهم لدى قيامهم بدورية في المنطقة الحدودية، مؤكدا: مرة أخرى أنه تفاجأ من الحالة الجيدة للجثث.
يشار إلى أن شقيقة أحد الجنود قالت للتلفزيون الإسرائيلي الخميس: ان الجثث كانت مجمدة داخل قوالب من الثلج، الأمر الذي حافظ عليها متماسكة وبحالة جيدة مكنت العائلات من تشخيصها.
وجاء في المقابلة الصحافية التي أجرتها يديعوت أحرونوت الإسرائيلية مع الحاخام اليهودي والتي رصدتها الجزيرة: بعد ساعات من عودته من ألمانيا، أعلن الحاخام روي العميد يسرائيل فايس عن تفاصيل عملية التشخيص الصعبة والمعقدة لجثث الجنود الإسرائيليين الثلاثة .
وروى (فايس) قائلاً: عندما صعدت إلى الطائرة الرمادية الساعة التاسعة صباحاً ارتعشت قدماي.. لقد شعرت بتأثر شديد، وصليت من أجل نجاح مهمتي واستكمال عملية التشخيص.. كنت أعرف أنه يتحتم علي إقناع نفسي، والمقدرة على غرس الإيمان بالعائلات، بأن هؤلاء هم أعزاؤهم.. كان الألمان قد أبلغونا أنهم تمكنوا من تشخيص الجثامين حسب المظهر الخارجي لكن ذلك لم يكن كافياً بالنسبة لي، وكنت أعرف أنني أمام مهمة كبيرة ومهمة.
وقال الحاخام إنه كان يعرف قبل وصول الجثث أن هناك أربعة احتمالات يمكن تصورها بالنسبة لحالة الجثث.. فإما أن تكون مجمدة أو منقوعة بالفورمالين أو محنطة أو جثثاً سبق دفنها وأخرجت من تحت التراب.. وكل واحدة من هذه الحالات تقتضي طريقة تشخيص مختلفة.. وقال: إن الجثث كانت مجمدة لكن هذا لا يعني أن مسألة تشخيصها كانت سهلة.
ووصف عملية التشخيص، قائلاً: في البداية واجهنا صعوبة تشخيص الجثث حسب بصمات الأصابع، لكننا تمكنا من إنجاز ذلك بفضل طاقم الخبراء الذي رافقنا.. وكان يمكن لذلك أن يكون كافياً، إلا أننا واصلنا عملية التشخيص حسب صور الأسنان.. كنا نعرف أن أحد الجنود فقد أربعاً من اسنانه قبل تجنيده، وقد تحققنا من ذلك، الأمر الذي أكد لنا هوية الجثث.. كما أننا استعنا بصور أشعة لاءمت المعطيات المتوفرة بشأن خلايا الرقبة والأنف.
وقال العميد (فايس): فوجئت من الحالة الجيدة للجثث، إنهم لم ينكلوا بالجثث.. لقد حافظوا عليها بشكل متماسك، بل قاموا بإجراءات طبية في محاولة للحفاظ على تمساك الجثث، وكانت بعض الأعضاء تحمل ضمادات طبية.
وحسب أقوال الحاخام اليهودي: قتل الجنود جراء انفجار عبوة (كليماغور) بالقرب منهم عندما كانوا يسافرون في المنطقة الحدودية.. لقد أصيبوا بكريات الرصاص، وحسب ما قاله الحاخام اليهودي: فقد ابلغه خبير من الجيش الإسرائيلي، قبل عامين بأن الجنود الثلاثة ليسوا على قيد الحياة، لكنه كان يعرف أنه يتحتم عليه الاقتناع بنسبة مائة بالمائة بأن المقصود جثث الجنود، كي يتسنى إغلاق دائرة الدماء.
وقال الحاخام (فايس): إن اصعب اللحظات التي واجهها في كل هذه العملية هي لحظة اللقاء مع العائلات واستفسارهم منه حول عملية التشخيص وحسب قوله: لقد قام الجيش بتصوير وتوثيق كل عملية التشخيص، ويمكن للعائلات أن تشاهد الفيلم.. وأضاف: كانت لحظة اللقاء مع العائلات قاسية جداً.. صحيح أنه لم يذرف الدموع، لكن التوتر خيم على أجواء الغرفة يشار إلى أن إسرائيل شيعت يوم أول أمس (الجمعة)، في ثلاث مقابر جثامين الجنود الإسرائيليين الثلاثة بعد أن تم إعادتها بموجب صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله.
وتم دفن الرقيب أول (بيني أفرهام) في الساعة ال 11:00 في المقبرة العسكرية في كريات شاؤول، بتزامن مع جنازة الرقيب (أول عدي أفيطان) الذي دفن في المقبرة العسكرية في مدينة طبريا، أما الرقيب أول (عمر سواعد) فقد دفن في الساعة ال 13:00 في مقبرة قرية سلامة في منطقة الجليل.
وشارك المئات من رجال الشرطة الإسرائيلية في حراسة جنازات الجنود الثلاثة خاصة بعدما أعلن قائد المنطقة الشمالية في الشرطة الإسرائيلية اللواء (يعقوب بوروفسكي) حالة التأهب القصوى في أعقاب العملية الفدائية التي وقعت يوم (الخميس) في مدينة القدس والتي أسفرت عن مقتل عشرة إسرائيليين وإصابة مايزيد عن أربعين إصابة عشرة منهم في حالة الخطر الشديد.
|