أما بعد فشدو هذا العيد - ورغم أنف كل دواعي الألم وشواهد الإيلام - مصرة كل الإصرار على الاحتفاء والاحتفال بهذا العيد السعيد إن شاء الله.
**إنها بدلاً من أن تقبع على حافة ذكريات ما جرى ويجري.. ستجري هي.. ستنطلق بكل سرعة.. بكل قوة.. بكل عزيمة إلى الأمام.. نحو أبجدية الأمل المنسوجة في رحم ذاكرة الغد القريب.. أملاً بولوج آفاق مستقبل أوسع وأرحب وأكثر فرحاً وأغزر سعادة على كافة الأصعدة وفي كل الجوانب وفي كافة الأوضاع.
**لن تجتر شدو آلام (بأية حال عدت يا عيد)..
**بل ستحتفل بعيد أفراحها.. ستلبس له القشيب.. وتزهو بالقشيب من كل قشيب.. ستغني بالحب والأمن والأمان..
**سترسل بطاقة تذكرة وبطاقة تهنئة: فللوطن تقول يعود عيدك يا وطني وأنت قرير العين وقرة العين ومظنة الفؤاد وقاطن سويداء القلب، تحوطك أعيننا عشقاً، وترنو إليك أفئدتنا شوقاً..
**أما بطاقتك أنت أيها القارىء الكريم فلك فيها شدو تقول إن العيد عيدك والغرس غرسك والقطاف قطافك، فاحتفل بعيدك بغرس الجميل لتقطف الجميل بالدنيا.. والأجمل بالآخرة. نعم إن اليوم عيدك، والعيد يعني السعادة غير أن السعادة لا تتأتى، كما يقول الفيلسوف (مونتيل) إلا حين تكون أولاً على وفاق مع ذاتك..
وثانياً حين تقرر أن تتقاسم هذه السعادة مع الآخرين.
**عليه.. فعلينا في هذا العيد السعيد أن نمنح غيرنا من ذواتنا ذواتا.. صانعة للأفراح.. جالبة للمسرات.
**وعلينا كذلك أن نستشعر الجمال في أكواننا الداخلية مما سوف يضفي على أكواننا الاجتماعية والنفسية مسحة وسنحة من الجمال..
وحين نفعل هذه وتلك فسوف لاشك نرى كوننا الرحيب لا متناهي بأجمل لمسات جمالية (ولا أجمل)..
|