لندن: كتبت (الايكونومست البريطانية) عن الاحداث الداخلية المصرية فقالت:
كانت ردود الفعل الرسمية وغير الرسمية في البلاد العربية للانقلاب في مصر تعبر عن الاسف لما حدث والقلق لما قد يحدث، ولقداضطرب الرأي العام العربي المناهض للأمريكيين بسبب انتصار الرئيس السادات الذي يبدو وكأنه مندفع في موالاته لأمريكا. اما اليساريون العرب سواء أكانوا شيوعيين أو غير شيوعيين فمقتنعون بأن القضية برمتها ما هي الا مؤامرة دبرتها وكالة الاستخبارات المركزية وبأنه اذا ما سقط السادات بسبب فشل مبادرة السلام الأمريكية المحتم فإن انسانا آخر أكثر ميلا لأمريكا سيحل محله..
وقد سرت الحكومات العربية لذهاب اثنين من رؤساء الاستخبارات هما شعراوي جمعة وسامي شرف لانها كانت تشعر بتدخلهما في شؤونها الداخلية.
ولكن القلق ناجم عن ادراكهم مؤخرا بأن الرئيس السادات يتمتع بحرية أكثر في معالجة القضايا العربية من الرئيس عبدالناصر، فعبدالناصر كان اسير دوره كرائد للقومية العربية، في حين أن السادات ليس مدينا لماضيه وليس ملتزما امام الرأي العام بأن يحقق أي عمل بطولي، البلد العربي الوحيد الذي انتقد علنا هو العراق، ولكن العراق مستمر في خصامه المزمن مع مصر بغض النظر عمن يحكمها.
بالرغم من شكوك اليساريين العرب القاتمة لا يبدو أن بروز نظام الرئيس السادات الجديد سيغير كثيراً من مواقف الناس في العالم العربي سواء من كان منهم مواليا لروسيا أو مواليا لأميركا أو من كان تقدميا أو رجعيا، وهذا لان مصر كانت قد تحركت بالفعل الى مركز وسط بين الدولتين الكبيرتين عندما قبل عبدالناصر بمقترحات روجرز.
ثمة بادرة ناصرية ما زالت تلزم الرئيس السادات الا وهي التحالف الثلاثي بين مصر وليبيا وسوريا.
وحقيقة أن خصومه في مصر قد استغلوا هذه القضية ليضعوه في صف الاقلية قد تساعد على اقناع الرئيس السادات بأن الاتحاد هو فعلا غير مرغوب فيه من قبل المصريين لا تزال هناك ثلاثة اشهر قبل أن تولد الحياة في هذا المشروع غير الواقعي ولن يكون مستغربا إذا ما عمد الرئيس السادات خلال هذه الفترة إلى وضعه على الرف.
وقد اهتمت القدس بتقرير يقول إن الرئيس السادات قد أعاد الى الخدمة عدداً كبيراً من الضباط الذين أخرجهم الرئيس عبدالناصر بسبب اعتراضهم على اتفاقية وقف اطلاق النار التي تم التوصل اليها في اغسطس الماضي ومطالبتهم باتخاذ اجراءات أكثر تطرفا ضد اسرائيل.
|