قبل سنوات ليست بالبعيدة كسرت قدم نواف التمياط فصار يقضي مأساته بين المستشفيات, وقبل نواف وبعده كسرت أقدام أخرى فصارت الملاعب أماكن خطرة ولا شك أن ذلك كارثة.
قبل أيام وفي مباراة للفيصلي مع الأنصار كسرت ساق باسل الفهد كسرا مضاعفاً مزدوجاً على أثره نقل إلى مستشفى الملك خالد في المجمعة فصار الآن يقيم في الغرفة رقم 10.
وباسل شاب على مقربة من العشرين يبهرك بحيائه وحيويته, وقد أحب باسل كرة القدم فصار نجماً متألقاً بدأ يلفت الانتباه ويكوّن له حضوراً واسعاً, كان يتملكه شعور بأنه لا يقل كفاءة ومهارة عن أولئك المشاهير المحظوظين. كانت سمات التفوق حاضرة في باسل الموهبة الذكاء المهارة التألق, أضاف إلى فريق كرة القدم بالنادي الفيصلي مزيداً من القوة, ويعتبر متابعو باسل أن إسهاماته كانت حجر الزاوية في تفوق الفريق, وعند ذلك استقبلته الأندية الكبيرة الطامعة في التفوق.
وباسل لاعب ماهر يلعب للمنتخب الأولمبي ولديه مقدرة فائقة على اكتساب المهارات الرياضية, وهو إلى جانب ذلك طالب جاد يدرس التربية الخاصة في جامعة الملك سعود وهو الآن على وشك التخرج. سنوات من التألق المستمر والتدريب الجاد صارت إلى حطام. أن تصير ضحية لا بواكي لها أمر حزين.
ليس هذا المقال تحليلاً رياضياً ولكن هذه صورة لنوعية من شبابنا الرياضي لا تحسن فهم الإنسانية الرياضية وتخونها إمكاناتها الفنية, ولذلك فهي مع الأسف الشديد لا تتردد في الإساءة والتدمير, فالدماء التي سالت في تلك المباراة كانت دماء بريئة كسرت ساق شاب متألق, ولم يسأل أحد ولم يعتذر أحد لا من (الأنصار) ولا من رئيس الأنصار مصطفى بلول الذي شهد الواقعة, ومع الأسف أنه عضو في اتحاد كرة القدم, ومر هذا, فلا أقل أن نسأل وأن نحسن لهؤلاء الشباب ونعطيهم عاطفة صادقة ووداً أكيداً.
لا شك أن وحشة الألم ووحشة الحسرة والوحدة يحتاج تخفيفهما إلى قلب كبير ملئ بالحب وقادر على أن ينوب عن الناس في حمل آلامهم, وقد جعل سلطان بن فهد ونواف بن فيصل ذلك ممكناً في هذا الزمان.
لقد أحس الرياضيون أن وراءهم دعماً سخياً واهتماماً كبيراً ورعاية وثيقة وأنهم ليسوا موكولين إلى جهدهم وحدهم, بل معهم في كل خطوة.
|