* كما هي عادتي اليومية مع (زعيمة الصحف السعودية)، (الجزيرة)، لأنها وبكل صراحة تكفيك قولاً وفعلاً، لأنها وجبة جاهزة وسريعة وخالية من الفبركات، كما تحلو هذه التسمية الصحفية للكذب!!، والله المستعان..
* اطلعت على العدد، حامل الرقم (11435) ليوم الاثنين الموافق 27/11/1424ه المقابل 19/1/2004م، استوقفني عنوان رباعي الكلمات في رأي الجزيرة، فيه الصراحة والوضوح، ووضع النقاط على الحروف، وهو المعنوان ب(نموذج حي لإرهاب الدولة)، وسأورد أسطر قرأتها من (رأي الجزيرة)، وسأدلي بدلوي تجاهها برأيي الخاص، علّ الله أن ينفعني وإياكم، وأسأله سبحانه وتعالى الإعانة والسداد، ومن ثم التوفيق..
* (قدم السفير الإسرائيلي في السويد نموذجاً للعقلية القمعية الإسرائيلية)، هذه حقيقتهم، وهذه مبادئهم، بالفعل قبل القول، كما هي عادات اليهود في بقاع الأرض كلها، فليست هذه الفعلة النكراء! الأولى ولن تكون الثانية أو الأخيرة حتى!! لأنهم قوم اعتادوا الكبرياء والغطرسة، وألفوا آباءهم ضالين..
* (أقدم خلال معرض على تحطيم عمل فني يرمز لفلسطين)، الحقيقة والواقع يدلان على عقلية متخلفة عن ركب الحضارات المتقدمة، وتعود بنا للوراء.. الوراء.. آلاف السنين وليس المئات فحسب، وأكاد أجزم بأن شعباً يعيش في الأرض، وهكذا فعال مسؤولية السياسيين، يستحيل البشرية المعتدلة فضلا عن المتطرفة ان يتعايشوا معهم بسلام، لأن التعايش معهم ضربٌ من الجنون، وأقرب للخيال، وأضيف هنا بأن اقدام السفير على فعلته المستهجنة عرفياً وسياسياً وفنياً، ليست على أرض عربية!، وإنما هي على أرض أوروبية هي السويد الديمقراطية أرض الحريات منذ زمن ليس بالقريب..
* (شكلت الحادثة نموذجاً مصغراً لكيفية التعامي الوحشي للإسرائيليين مع الأوضاع الفلسطينية) بالرغم من انها حادثة واضحة ظهرت على السطح الساخن، وأظهرتها الوسائل الإعلامية العالمية بعيونها الغربية وبعيداً عن ضغوط (اللوبي الصهيوني) حيث يُعتبر هذا التصرف الأرعن من منطلق الدفاع عن ثقافات! هي أقرب للسخافات؟..
* (وانتهى الأمر بطرد مخز للسفير وزوجته)، قرأت هذا السطر وضحكت طويلاً، وفجأة عم الصمت المطبق ووقفت احتراماً للموقف القوي والايجابي من قبل بلاد الحريات، السويد، واستبشرت بالنصر والتمكين للشعب الفلسطيني المغلوب على أمره، وأيقنت بأن الله ينصر صاحب الحق، حتى وان كان من أبعد الناس عنك، ومهما اختلفت العقائد والعادات والمذاهب، لأن العدل أساس مطلوب في المعاملات كلها، وأثار تعجبي موقف السفير الذي لم يُقدِّر وضعه الدبلوماسي الحساس، وغلبته الحميّة!.. حميَّة الجاهلية الأولى. واستحق بموقفه هذا الدرجة الكاملة في التطبيق العملي لأفكار ورغبات وتعاملات اليهود مع العالم أجمع، وهنا اتساءل هل يستطيع أي عربي، تحقيق هذا الموقف وتفعيله في البلاد العربية، كما فعله أبناء السويد الواقفون مع الحق في وجه الظلم والداعين للظلمات، شرذمة البشر الذين ابتليت الأرض قبل السماوات بهمهم وشرهم دون خيرهم، لأن خيرهم (قليل.. قليل.. قليل)..
* (اللوحة التي استثارت غرائز ومكامن الإرهاب لدى السفير الإسرائيلي)، كانت مجرد لوحة تقديرية أو هي مجسم واقعي لشجاعة محامية فلسطينية قامت بعملية استشهادية كبيرة مع اختلاف قائم بين الناس بمختلف العقائد والديانات، هل فعلها (استشهاد أو قتل نفس)..
* (وقد تم عرض العمل الفني الذي أنجزه إسرائيلي معارض لاحتلال الأراضي الفلسطينية)، سبحان الله العظيم، فنان إسرائيلي، ومعارض لإسرائيل لتوسعاتها الأرضية الاستعمارية (فقط) معارض أرضي! ومع هذا أظهر تضامنه الفني مع الفلسطينيين، وهذا التضامن الفني (فقط) له ضريبة كبيرة، لأن تصفية جسدية تنتظره.. متى ما قررت السياسات الإسرائيلية التخلص منه، لأنه في نظرهم القاصر، ليس إلا حشرة حقيرة بمجرد تضامنه مع الفلسطينيين في الخندق الفني..
* (وإسرائيل هي صاحبة الملف الأبرز في هذا الشأن)، بالطبع والتطبع هذا هو الشأن الإرهابي، وهو اللباس الحقيقي والغطاء اللائق والعمامة والقلنسوة والطاقية الصغيرة، إنهم (رعاة الإرهاب) وأحد وأهم (مؤسسي الإرهاب)، بمختلف أشكاله وتوجهاته المتعددة، بالإضافة للدعم غيرالمحدود، وان التاريخ هو الوثيقة الأصلية، والمرجع لكل حدث، فمنذ الأزل المنقضي، ومروراً بالحاضر المعاش، وانتظاراً للمستقبل المجهول، والحقيقة المؤلمة، والتي لابد لها من الظهور كالشمس في رابعة النهار، مهما حاول المحاولون التضليل والتشويه، بأن إسرائيل صاحبة اليد الطولى والسبق في المجال الإرهابي.. والإرهابيين..
* (ممارساتها اليومية القمعية في الأراضي الفلسطينية)، هذا هو الحدث اليومي، والذي أدمى القلوب قبل العيون، وأصم آذاننا، ففي كل يوم وليلة نستيقظ وننام على نغمة واحدة معلومة الرنين، وواضح فيها المضحي والضحية..
* (ثم هذا الجدار العنصري الذي يقتطع مساحات واسعة)، الجدار الفاصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والذي يتم بناؤه منذ وقت طويل، لأن يكون جداراً يحمي الإسرائيليين من الغضب الفلسطيني لأنه غضب الأرض المنتظر، لأن الفلسطينيين أصحاب حق ومبدأ معترف فيه أمام العالم، وان آخر ما تم اعتماده لتنفيذ الجدار الفاصل، والجدار العازل، هو مبلغ كبير من المال، والذي وصل إلى 360 مليون دولار أمريكي، ولو وزع على المحتاجين الفلسطينيين والإسرائيليين كذلك، لكان (حمامة سلام) بين عدوين متناحرين منذ وطأت الأقدام الإسرائيلية النجسة الأراضي الفلسطينية الطاهرة المباركة..
* (ويحبط بالتالي احتمالات الدولة الفلسطينية)، والذي أقام للاحباط سورا بين الفلسطينيين وقيام الدولة، وهو سور اليأس، الذي حطم أساسات قيام الدولة الفلسطينية على أرضها الطاهرة والمباركة، وتحت سمائها، واتساءل متى يأتي اليوم الذي نسمع فيه بشرى قيام وتحرر واستقلال الدولة الفلسطينية على أيدي أبطالها..
* (تصرف الدبلوماسي الإسرائيلي هو انعكاس)، نعم انعكاس أقوى من الأنوار الباهرة في عتمة الليالي الكالحة، لأنه انعكاس للمعطيات والمتغيرات، وهو الافراز المؤثر في المواجهة فيما بين المسؤولين الإسرائيليين والرأي العالم المعارض للسياسات الإسرائيلية الغوغائية..
* (فإسرائيل التي تجد المساندة الرسمية من قبل الولايات المتحدة)، بالتأكيد، وفي هذا الزمان الحاضر، اجتمعت المملكة المتحدة والولايات المتحدة في صف إسرائيل فمنذ الوعد المشؤوم وإلى هذه الساعة الحاضرة تتمتع بالدعم والمساندة بالرغم من عدم وضوح الرؤية الشعبية، وهي الأوساط الرافضة لهذه المساندة الحكومية (فقط)..
* (وقبل مدة كشف استفتاء للرأي العام أن 59% من سكان الاتحاد الأوروبي، يعتبرون أن إسرائيل تشكل أكبر خطر على السلام العالمي)، بالقول والفعل أيضاً، ها هم الأوروبيون يعلنونها حقيقة واضحة للعيان، ومن هذا الاستفتاء يتضح للجميع من هو المكروه بشكل أكبر وبصورة أوضح.. إنهم (الإسرائيليون.. اليهود)، وهنا أقول حبذا لو تمت إعادة نشر الاستفتاء الأوروبي مع قراءة تحليلية من قبل المختصين والدارسين في العلاقات الإسرائيلية الأوروبية فقط، وذلك للفائدة العامة من ذلك الاستفتاء الأوروبي..
* (فأقدم على تحطيمه)، حطم الله رأسه، ففعلته خرجت من بوتقة الحقد والكراهية والبغض المتواصل، والتي امتلأ قلبه وعقله بها تجاه العرب عموماً، والفلسطينيين خصوصاً، وهو بهذا الفعل القبيح الهمجي قد برهن لحكومته وللمتعصبين من اليهود بأنه الابن البار للدولة الاسرائيلية، والمتنفذ بصنع القرار! لأنه مثلها أصدق تمثيل، لأنه أوضح للعالم مدى التفكير المتحضر!! الذي يزعمون بأنهم أهله!، وأثبت للعالم بأنه ليس كومبارس! بل أكثر من ذلك..
* آخر سطر قرأته بهذا الشأن.. (السويد)، تحتج على تهجم السفير الإسرائيلي على عمل فني بالمتحف السويسري.. الله أكبر، ولو كره الكافرون، وأقصد بهم (الآخر)..
عبد الرحمن بن محمد بن سليمان المهوس
القصيم - بريدة
|