اطلعت على ما كتبه الأخ عبدالرحمن بن سعد السماري في جريدة «الجزيرة» عدد 11428 عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودورها الفعَّال في الحد من انتشار المنكرات وحث الناس على فعل الخير فالحديث عن الهيئات ودورها الإيجابي يطول، فهم يقومون بعمل عظيم وجليل ما تركته أمة من الأمم إلا أُبتليت بمحن ورزايا كثيرة ومتنوعة قال الله تعالى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ } [آل عمران: 110]
* والله إن المرء ليشعر بالفخر والاعتزاز وهو يشاهد رجال الهيئة راكبين وراجلين يتنقلون من مكان إلى آخر في الليل والنهار يسهرون على حماية الأعراض ويقفون سداً منيعاً في وجه كل من تسول له نفسه نشر الرذيلة والفاحشة في بلاد التوحيد فبارك الله في جهود العاملين المخلصين وبحول الله وقوته سيظل أهل هذه البلاد حكاما ومحكومين أوفياء لدينهم يبذلون الغالي والنفيس في نصرته ونشره وحينما نشيد برجال الحسبة أبداً لا نعتقد فيهم العصمة فهم مثل سائر الناس يصيبون ويخطئون ولكن الفرق بينهم وبين غيرهم أن ما يقع منهم من أخطاء يضخم ويكثر تداوله في المجالس والغريب في بعض من يكثر الحديث في أفراد الحسبة يذكر ما عند بعضهم من غلظة في التعامل وتعجل في إصدار الأحكام تجده غارقاً حتى أذنيه فيما يذكر من عيوب فتجده غليظ المعاملة مع الآخرين سواء في مكتبه أو مع أهله وهو أسرع من غيره في إصدار الأحكام دون تثبت وكان الأولى به أن يهتم بإصلاح عيوبه.
أما علاج ما يقع فيه أفراد الحسبة من أخطاء فيتمثل في تكثيف الدورات التدريبية وقد اطلعت على شيء من ذلك في مجلة الحسبة العدد الأخير ونأمل الإكثار من تلك الدورات التوجيهية والإرشادية وأن تكون قريبة من مقار رجال الحسبة ليستفيد منها الجميع وكذلك مناصحة المخطئ منهم ورفع أمر من يكابر ويعاند منهم لمن هو فوقه وذلك افضل من غيبتهم ومن ثم استمرارهم في أخطائهم.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.
محمد بن فيصل الفيصل
المجمعة |