اطلعت على إحدى الفتاوى عن طريق (الإنترنت) لأحد الاخوة المجتهدين والذي أسند فتوى جواز التصوير الفوتوغرافي وانه لا يدخل فيما جاءت النصوص بتحريمه للشيخ الجليل محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - والحقيقة انه اجتهاد خاطئ وبحكم أنني أحد طلاب الشيخ _رحمه الله _ودرست على يديه بعض العلوم الهامة وعرفت عن كثب نظرته _رحمه الله_ لهذا النوع من التصوير ومع ذلك لم اعتمد في ردي على ذاكرتي من خلال حضور دروس الشيخ لأنني مدرك تماماً بأن الإنسان معرّض للخطأ والنسيان.. وبحثت بين الكتب واستقر بي الأمر في مجموعة الفتاوى للشيخ الراحل محمد العثيمين غفر الله له المجلد (12) والذي يوضح رأي الشيخ محمد وهو خلاف ما ورد في الفتوى المذكورة في الإنترنت.
وكان رأي الشيخ محمد رداً على ما سأله عن مصداقية ما قيل بأنه افتى في جواز الصور عبر آلة التصوير.. حيث قال رحمه الله:
أفيد أخي أنني لم أبح اتخاذ الصورة والمراد صورة ما فيه روح من إنسان وغيره إلا ما دعت الضرورة أو الحاجة إليه كالتابعية والرخصة وإثبات الحقائق ونحوها.. وأما اتخاذ الصورة للتعظيم أو للذكرى أو للتمتع بالنظر إليها أو التلذذ بها فإني لا أبيح ذلك سواء كان تمثالاً أو رقماً وسواء كان مرقوماً باليد أو بالآلة لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة) وما زلت أفتي بذلك وآمر من عنده صورة للذكرى بإتلافها وأشدد كثيراً إن كانت الصورة صورة ميت.. وأما تصوير ذوات الأرواح من إنسان أو غيره فهو من كبائر الذنوب لثبوت لعن فاعله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وهذا ظاهر فيما إذا كان تمثالاً او كان باليد أما إذا كان بالآلة الفورية التي تلتقط الصور ولا يكون فيها أي عمل من الملتقط من تخطيط الوجه وتفصيل الجسم ونحوه فإن التقطت الصورة لأجل الذكرى ونحوه فهو حرام وإن كانت للضرورة أو الحاجة فلا بأس من ذلك.
انتهى كلام الشيخ محمد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
وأقول إن مثل هذه الأمور التي تمس الشريعة بشكل مباشر وتدخل في صميم العلاقة مع الله حيث تكون دافعاً لانتهاك الحرمات لا بد أن نتأنى فيها كثيراً وهي بلا شك من الأمور التي لا يجوز فيها الاجتهاد بل لا بد أن نرجع الأمر لأصحابه ونتأكد من مصادر هذه الفتاوى التي ربما لا يكون لها مدلولً من الصحة وتوقعنا بالمحظور.
وفقنا الله وإياكم إلى كل ما يحبه ويرضاه.
|