استلهام معاني وتجليات الوقفة الكبرى

انه يوم مشهود يعكس معاني الانقياد والطاعة للمولى عز وجل من قبل ملايين المسلمين في مساحة واحدة لا تتجاوز بضع كيلومترات, بينما يتابع أكثر من مليار مسلم هذا الموقف في خشوع وفي وحدة اسلامية نادرة لطالما تضرع الكثيرون للمولى عز وجل ان تكون هي الصورة الدائمة للمسلمين في انحاء العالم..
وقفة عرفات تستوجب وقفات مع النفس ومع الجماعة ومع الأمة ككل, فشأن الإنسان مع ربه عز وجل يتبدى في التضرع إليه سبحانه وتعالى ان يعزز معاني الايمان في النفس الضعيفة ويلهمها جادة الصواب واتباع سبل التقوى وان ييسر لها امر العبادة والإخلاص له سبحانه وتعالى.
انها لحظات ايمانية خالصة تهفو فيها القلوب والنفوس للتجرد من مشاغل الحياة اليومية الى التطلع الى جنات الخلد.
وفي الشأن العام فإن الوقفة ادعى لان يستذكر المسلمون دواعي ترابطهم وموجبات وحدتهم وأهمية تراحمهم, في عالم بات فيه الإسلام نهباً لتخرصات المتبجحين الذين يتجرأون على التطاول عليه ومحاولة التعدي على مبادئه وتعاليمه السمحة.
وقفة عرفات هي تذكير آخر بتساوي البشر وان لا فرق بين فقيرهم وغنيهم إلا بالتقوى, انها فرصة أخرى لتمعن واستلهام هذه المعاني السامية وتجسيدها حقيقة معاشة على ارض الواقع من خلال الخضوع لموجبات هذه الحقيقة البينة والبسيطة والتي يعني تمثلها سلوكاً وممارستها التقرب أكثر وأكثر لنيل رضا المولى عز وجل.
إن اتساع القناعة يمثل هذه المعاني والعمل بها يعني ان الخير يعم الأمة, كل أنواع الخير وأولها تعزيز معاني الإخاء والتراحم ومن ثم تحسس احتياجات الفقراء والمساكين والوفاء بها وصولاً الى مجتمعات إسلامية معافاة توفر أسباب الحياة الكريمة.
وفي ذلك بعض موجبات النهضة العامة للأمة لتقف نداً للكيانات الكبرى في عالم اليوم وهي قوية بأبنائها وفية لمبادئها.