Saturday 31th January,200411447العددالسبت 9 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

خَسِرَ المُكاَبِرُ خَسِرَ المُكاَبِرُ
شعر: عبدالرحمن صالح العشماوي

قِفْ أيُّها المتهِّورُ المتطاولُ
فالنار تحرق وَجْهَ مَنْ يتحاملُ
قِفْ، إنَّ دَرْبَك فيه من جمر الغَضَا
ومن اللَّظَى ما لا يُطيق الجاهلُ
قِفْ أيُّها السَّاعي إلى ما يَرْعَوي
عن مثله الرجلُ اللبيبُ العاقلُ
انظر أمامك، سوف تبدو كعبةٌ
وفناءُ بيتٍ بالعبادة حافلُ
ساحاتُ بيتِ اللهِ فيها واحةُ
للمُتْعَبِين، وللظِّماء مناهلُ
هي منك مرمى السَّوْطِ أو مرمى العَصَا
وصدى مآذنِها لِسَمْعِكَ واصِلُ
ماذا تريدُ؟ طريقُ وَهْمِك حُفْرَةٌ
يَخْشَى من المقتولِ فيها القاتلُ
واحات دينك بالندى مُخْضلَّةُ
فعلام يسَبْيِكَ المكانُ القاحلُ؟!
عجباً، أَتَغْفَلُ عن حقيقة ما ترى
في عصرنا، أنَّى يفوز الغافلُ؟
أو تستضيف إلى رحابك مَنْ سَرَتْ
بحديثه الماضي إليك وسائلُ؟!
يلقى النساء المسلمات محدِّثاً
بئس الحديثُ، وما رواهُ الناقلُ
أنْصِتْ إلى صوت الحجاب وقد علا
في كل ناحية، وأنتَ تُجادلُ
سمعتْهُ أُوروبا نداءً صافياً
واستَوْعَبَتْهُ مواقعٌ ومحافلُ
وأراك تمنحه مسامِع رَاكِضِ
خلفَ السراب، بلهوه يَتشاغَلُ
ضيف الكرام هو الكريم وإنما
يُدْعَى سواه، إذا دعاه الباطلُ
ماذا تُريد؟ وهذه الحرب التي
أجرى رَحَاهَا حول دَارِكَ صائلُ
أَتَشُقُّ صفَّ المسلمين، وإنما
شَقَّ الصفوفَ الخائنُ المتخاذلُ؟
أتُريدُ خرقاً للسفينة وهي في
لُجَجٍ، يراقبها العدوُّ الخاتلُ؟
يجري بها رُبَّانُها في حكمةٍ
حذراً، وأنت مشاغبٌ ومشاغلُ
أتُريد إخراج النساء سوافراً
عجباً، أهذا ما عليه تُناضلُ؟!
أنسيت أن الحقَّ أَبْلجُ مُشْرقٌ
في شرعنا الصافي، وأنَّكَ هَابِلُ؟
هذي فتاوى شيخنا قد صافحَتْ
أسماعنا، والرأيُ فيها عادلُ
«عَلْمَنْتَ» أو «لَبْرَلْتَ» ذاك تَخَبُّطُ
لو أنَّ علمك بالحقيقة حاصلُ
قد ساءنا إرهاب مَنْ بلغوا بنا
طَرَفَيْ نقيض الحبل، بئس الحابِلُ
يا إخوةَ الإسلام في بلد الهُدَى
يا مَنْ بعبئكم يَنُوءُ الكاهلُ
يا كُلَّ ذِي رُشْدٍ هنا وبصيرةٍ
يا مَنْ لهم في العالمين فضائلُ
يا كُلَّ مَنْ وَرَدُوا مناهلَ دينِنَا
حتى يقوَل المجدُ: نِعْم َالنّاهِلُ
أركان دولتنا، على إسلامنا
وُضِعَتْ، وقام بناؤُها المتكاملُ
هذي مسيرتُها على درب الهُدَى
سارت، وسوف تفوزُ حينَ تُوَاصِلُ
كونوا لها نبضَ الحياة، فإنها
حصنٌ، وقلبٌ نابضٌ متفائلُ
إنِّي أَقُولُ وحبُّكم في خاطري
يجري بما يَرْجُو المحبُّ الآمِلُ
إنِّي أقُولُ لكم، وعقلي ناطقٌ
قبل اللسان، وثغرُ حُبِّي قائلُ:
أَخْشَى من البحرِ العميقِ هياجَهُ
حتى يُقال: هناك كان الساحلُ
خَسِرَ المُكَابِرُ، نحنُ قلبٌ واحدٌ
مهما تَلَبَّسَ بالهوَى المُتَجَاهِلُ


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved