Saturday 31th January,200411447العددالسبت 9 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.. الدكتور الجزائري: المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.. الدكتور الجزائري:
المنظمة تساهم في مكافحة الإنفلونزا في الحج

* المشاعر المقدسة - ياسر المعارك:
تقوم المملكة العربية السعودية سنويا بجهود ضخمة في الإدارة الصحية لأكبر تجمع بشري سنوي على وجه الأرض يزيد عدده عن المليوني نسمة. هذا التجمع هو موسم الحج الذي يتكرر سنويا منذ أكثر من أربعة عشر قرنا وسيستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ولعل كثيراً من حجاج بيت الله الحرام يلمسون ذلك وخاصة من اضطرتهم ظروفهم للتعامل مع مختلف المرافق الصحية السعودية في مناطق الحج.
ولعل ما يلهجون به من ثناء على حكومة خادم الحرمين الشريفين عبر وسائل الإعلام المختلفة في مختلف المناسبات تعبير صادق يعكس قيمة تلك الجهود. ولكن كيف تنظر المؤسسات الصحية العالمية على هذه الجهود؟. بالطبع الإجابة صعبة لأنه لا ينشر الكثير عن ذلك، وكل ما ينشر هو تبادل التهاني على نجاح تلك الجهود، ولكن التفاصيل غالبا ما تظل بعيدة عن متناول اليد.
في هذا اللقاء مع معالي الدكتور حسين بن عبدالرزاق الجزائري المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدول شرق البحر الأبيض المتوسط نحاول أن نتعرف عن كثب على بعض جوانب هذه الجهود السعودية وطبيعة التعاون ما بين المنظمة العالمية ووزارة الصحة السعودية فيما يخص الصحة في الحج وكيف تنظر هذه المنظمة العالمية المعنية الأولى بصحة العالم إلى هذه الجهود، فإلى هذا اللقاء:
*هل تعتقدون أن من السهل على أي دولة التعامل مع هذا التجمع الهائل للبشر من كل انحاء العالم في ظروف تتسم بمحدودية المكان والزمان كما يحدث في موسم الحج؟
- الحج إلى بيت الله الحرام فريضة يؤديها كل مسلم قادر ماديا وجسديا ونفسياً وإن متوسط عدد المسلمين الذين يؤدون شعائره في كل عام خلال العقد الماضي يفوق المليوني حاج سنويا مقارنة بما يقل عن عشرات الآلاف من الحجاج في الخمسينيات هذا التجمع البشري الهائل يزداد تعقيدا إذا علمت أن الحجاج يأتون من أكثر من مائة وأربعين دولة من مختلف أنحاء المعمورة وقد تنوعت وتباينت ألسنتهم وسلوكياتهم وممارساتهم الصحية كما أن درجات وعيهم الصحي متفاوتة ,هنالك نسبة عالية من الحجاج وقد تقدمت بهم السنون وتزداد قابليتهم للأمراض المعدية وغير المعدية ويحتاجون لعناية خاصة أضف إلى ذلك محدودية الزمان والمكان ولا يختلف الحال كثيرا أثناء عمرة شهر رمضان المبارك إذ يتواجد كل المعتمرين في مكان واحد حول الكعبة المشرفة في ليلة السابع والعشرين من رمضان مما يزيد احتمال انتشار العدوى والإصابات بسبب الازدحام الشديد .هذا التجمع الهائل من البشر ليس بالأمر السهل ولا غرو أن نرى موسم الحج في السنوات الأخيرة خالياً من الأوبئة ومن الحوادث المريعة.
*ما هو تقييم منظمة الصحة العالمية لدور وقدرات وزارة الصحة السعودية في الإدارة الصحية للحج وفقا للمعايير الدولية للتعامل الصحي مع التجمعات الموسمية الضخمة المماثلة في أنحاء أخرى من العالم؟
- إن منظمة الصحة العالمية تنظر إلى وزارة الصحة السعودية دوما بعين الرضا والتقدير وتثمين دور وزارة الصحة السعودية في تقديم كل هذه الخدمات الصحية والطبية معدية أو حوادث تتماشى مع معايير السلامة والصحة الدولية فالكوادر الصحية قد تم توزيعها داخل منطقتي منى وعرفات وعلى طرق تحركات الحجاج حسب خطة رائعة وعلى مقربة من إسكان الحجاج.
*هل هناك تعاون ما بين وزارة الصحة السعودية والمنظمة بخصوص إدارة الصحة في الحج ؟وما نوع هذا التعاون وفي أي المجالات؟
- هناك تعاون جيد بين منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة السعودية فمنظمة الصحة العالمية بفضل امكانياتها الفائقة في متابعة كل ما يجري في المجال الصحي في العالم وخاصة بما يتعلق بتفشي وانتشار الأمراض المعدية تقدم دوما كل المعلومات الصحية التي تطلبها وزارة الصحة السعودية أيضا تقوم منظمة الصحة العالمية بنشر اشتراطات الحج الصحية التي تضعها وزارة الصحة السعودية في أكثر نشرات المنظمة.
وهذا العام بعثت المنظمة وفدا من رئاستها بجنيف ومكتبها الاقليمي بالقاهرة لتوفيرالمساعدة التقنية اللازمة لإنشاء شبكة معلومات ومختبرية لتقصي انتشار مرض الإنفلونزا الحاد في إطار البرنامج العالمي لرصد ومكافحة مرض الإنفلونزا في العالم هناك مساع جادة من وزارة الصحة السعودية لاستمرارية هذا المشروع الهام بصورة منتظمة في المملكة حتى بعد انتهاء فترة الحج المباركة بإذن الله هذا بالإضافة إلى التزام المنظمة من خلال البرنامج الثنائي لدعم أنشطة التدريب ومكافحة الأمراض وعلى رأسها مرض الملاريا.
*هل هناك أوجه وجوانب تميز الخبرة السعودية في إدارة الصحة في الحج يمكن للمنظمة أن تنصح بها دولا أخرى لإدارة الصحة في تجمعاتها الضخمة المماثلة؟
- تتميز الخبرة السعودية في إدارة الصحة في موسم الحج بمستوى عال ينعكس في الخدمات الصحية والطبية التي تقدم للحجاج بطريقة افضل بشكل تصاعدي الشيء الذي يشير إلى اهتمام الدولة بأمر الحجاج وسعيها الحثيث لتوفير الخدمات الأفضل لضيوف الرحمن .إن قدرة المملكة في تطوير وتحسين الخدمات الصحية للحجاج أمر غير مستغرب إذا علمنا أن معظم هذه التحسينات التي طرأت قد بنيت على العديد من الدراسات الميدانية التي تقوم بها وزارة الصحة كل عام كما أن التجهيزات لموسم الحج تبدأ منذ وقت مبكر ولا شك أن خبرات الكفاءات السعودية العاملة في موسم الحج كبيرة وتزداد خبرة كل عام لذا أرى أن تبرز الحكومة السعودية هذه الخبرات في المحافل العلمية العالمية ويا حبذا لو خصص بين الحين والآخر لقاء علمي خاص للحج بمشاركة المنظمة وذلك حتى يستفيد العالم من هذه الخبرة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved