Saturday 31th January,200411447العددالسبت 9 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أجواء ربيعية معتدلة تميل للبرودة في مكة المكرمة أجواء ربيعية معتدلة تميل للبرودة في مكة المكرمة
المسجد الحرام يحتضن أكثر من مليوني حاج أدوا صلاة الجمعة
القيادات الأمنية تشرف ميدانياً على انسيابية الحركة واقفال الميادين المحيطة بالحرم

  *المشاعر المقدسة -محمد العيدروس - عدسة - عبدالله المسعود:
اكتظ المسجد الحرام وساحاته والميادين المجاورة ظهر أمس الجمعة بما يقارب المليوني حاج أدوا فيه صلاة الجمعة.
وأقفلت جميع الميادين والتقاطعات الرئيسية بالحرم المكي تماما منذ ساعات الصباح الأولى، حيث شكل رجال الأمن والطوارئ والمناسبات أطواقاً أمنية وأقاموا حواجز لمنع الحافلات والسيارات من الدخول الى الشوارع الأساسية المتجهة للحرم المكي وذلك تيسيراً على ضيوف الرحمن.
وفضل الكثير من ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام القدوم للحرم من صلاة الفجر والبقاء بداخله، فيما صعد بعض منهم مباشرة في حافلات شركات الحجاج وحافلات التأجير الخاصة الى مواقع قريبة نوعا ما من الحرم ومن ثم المواصلة مشياً على الأقدام.
وتواجد في مناطق الحرم المكي قيادات الأجهزة الأمنية المختلفة ومسؤولو أجهزة المرور والشرطة والطوارئ وأشرفوا ميدانيا على متابعة حركة الحجيج من والى الحرم المكي.
وبدت الأجواء - عموماً - في مكة المكرمة ظهر وصباح أمس ربيعية ومالت للبرودة في الصباح الباكر لتعتدل بعد صلاة الجمعة.
من جهة أخرى أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله والتقرب الى الله لنيل ثوابه واجتناب أسباب سخطه وعقابه.
وقال في خطبة الجمعة أمس في المسجد الحرام (حجاج بيت الله الحرام هنيئا لكم وصولكم بيت الله الحرام وشروعكم في الحج وأركانه العظام في وقت تهفوا أفئدة الملايين من المسلمين فبشرى لمن حج ابتغاء رضوان الله بشرى لكم فالمولى يغدق عليكم الرحمات ويقول لكم غدا في عرفات انصرفوا مغفورا لكم).
وأضاف يقول: يا لها من بشرى حين يستشعر الحاج قول المصطفى صلى الله
عليه و سلم (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه)
يا لها من منحة تشتاق لها النفوس المؤمنة وتهون في سبيلها كل المتاعب
والصعاب.
وخاطب فضيلته حجاج بيت الله الحرام قائلا: جئتم صادقين ملبين استجابة لدعوة لم ينقطع صداها عبر القرون (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق) جئتم في حضرة هذا البيت العتيق الذي بناه نبيان كريمان ابراهيم واسماعيل عليهما السلام، ابراهيم الذي صدع بالتوحيد ونبذ الشرك حتى القي في النار فأنجاه الله ونصره واسماعيل الذي استسلم لربه وأسلم عنقه للذبح فأنجاه الله ورفع قدره نبيان كريمان وهبا حياتهما لله حتى اللحظات الأخيرة في النار وفي الذبح.. اذاً هذا البناء المعظم كعبة الله رمز التوحيد ورمز الاستسلام لله في شرعه و قدره واتباع أمره و نهيه وامتثال حكمه وهذا هو طريق النصر الذي سلكه الأنبياء والرسل وأتباعهم توحيد وطاعة وسنة واتباع.
وأوضح أن مناسك الحج ليست مجرد رسوم تؤدى وأماكن تؤتى بل الحج مدرسة وتربية وتاريخ وذكريات وعبادة خالصة تفيض على الحاج نور الايمان وثمرة العبادة حين يسعى الحاج بين الصفا والمروة ويشتد سعيا في بطن الوادي يستحضر الذل والفاقة لرب العالمين ويشعر ان حاجته وفقره الى خالقه كفقر وحاجة هاجر أم اسماعيل في ذلك الوقت العصيب والكرب العظيم تسعى لاهثة مشفقة وجلة تطلب الغوث من الله ويتذكر أن من كان يطيع الله كابراهيم
عليه السلام فان الله لايضيعه ولايضيع ذريته وأهله ولايرد دعاءه.
وقال: أيها الحاج الكريم وأنت اذ أكرمك الله بحج بيته ويسر لك فاجتهد
في اتمام نسكك امتثالا لقول الله تعالى (وأتموا الحج والعمرة لله) فاتمامه يكون بالاخلاص لله عز وجل والحرص على اتباع السنة والاقتداء بالنبي صلى الله عليه و سلم والاتيان بشرائط الحج وواجباته كاملة كما ينبغي السؤال عن الأحكام الشرعية قبل الشروع في العمل فكم حاج يعبد الله على جهل لايتعلم ولا يسأل وهذا تهاون في النسك وكم من مستفت لو سأل قبل العمل لأزال عنه الحرج كما أن تتبع الرخص والتهاون في أداء المناسك خذلان ونقص ومن اتمام النسك البعد عما يشوبه وينقصه فالجدال والمراء والرفث والفسوق والكبر على عباد الله منهي عنها في القرآن والبعد عنها مشروط للقبول والغفران.
وأبان فضيلته أنه لا يجوز أن يحول الحج الى ما ينافي مقاصده فلا دعوة إلا الى الله وحده ولا شعار الا شعار التوحيد والسنة ولا يحل لمن يؤمن بالله واليوم الآخر ان يؤذي مسلما أو يروع أمنا أو يصرف الحج لما يخالف سنة سيد المرسلين صلى الله عليه و سلم.
وأفاد إمام وخطيب المسجد الحرام أن في الحج تربية النفوس على جمل من معاني الخير ومكارم الاخلاق كالصبر و التحمل والعفو والصفح والنفقة والبذل والاحسان وتعليم الجاهل والدعوة الى الخير ونفع المسلمين وأن الطاعات والقربات شرعت لعبادة الله تعالى وفيها تهذيب للنفوس وتزكيتها وترويضها على الفضائل وتطهيرها من النقائص وتحريرها من رق الشهوات والرقي بها الى أعلى المقامات والكرامات.
وبين أن في الحج تعلم أن ما كنت تراه ضروريا من ترف الدنيا أنه ليس بضروري وأنه يمكن الاستغناء عنه وأن تفاخر الناس وتعالي بعضهم على بعض هي مظاهر زائفة لأنك اليوم ترى الناس سواسية كما سيكون يوم القيامة فتقودك هذه المواقف والتأملات الى أن تتغير نظرتك الى الحياة فتتعامل مع
الدنيا بمقدار ما تستحق دون مبالغة أو زيف وكما اجتمع المسلمون اليوم في مقصدهم ومسيرتهم فان هذا دليل على امكان اجتماع كلمتهم واتحاد صفهم
ووحدتهم وهو المأمول باذن الله عز وجل.
وأوضح فضيلته أن ذكر الله سمة بارزة في الحج فهو اعلان للتوحيد الذي هو شعار الحج وقال مخاطبا الحجاج: عجوا بذكر الله يرفع الله درجاتكم ويحط خطياتكم فالحج تلبية وتذكير وذكر لله و دعاء وتضرع والرابح من تضرع لربه و ناجاه وخضع و تذلل لمولاه دون أن يضيع وقته فيما لاينفع وهناك أيام يكثر فيها الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء وحري بالمسلم الحرص عليها منها يوم عرفة وبالأخص آخر النهار وبعد صلاة الفجر بمزدلفة حتى يسفر جدا وبعد رمي الجمرة الأولى وبعد رمي الجمرة الثانية من أيام التشريق وكذا الدعاء فوق الصفا والمروة.
على الصعيد نفسه لم تسجل تقارير الفرق الطبية داخل الحرم المكي أو ساحاته الخارجية أياً من الحالات الطبية المستعصية أو الخطرة، على الرغم من الزحام الشديد ولم يرصد رجال الهلال الأحمر سوى حالات إعياء من بعض كبار السن وتم علاجها في الموقع دون الحاجة لنقلها عبر الاسعاف.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved