* غزة -القدس المحتلة القاهرة الوكالات:
مزقت قذيفة دبابة فلسطينية جسدي شابين فلسطينيين في سلسلة عمليات انتقامية إسرائيلية على عملية القدس الاستشهادية التي أسفرت عن مصرع 11 إسرائيليا يوم الخميس، وتدرس حكومة شارون التي فرضت أمس سيطرتها على مدينة بيت لحم فيما يشبه إعادة احتلال للمدينة، شن المزيد من الاعتداءات؛ فقد استشهد فلسطينيان صباح الجمعة اثر اطلاق الجيش الإسرائيلي قذيفة (مسمارية) قرب مستوطنة دوغيت في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وقال الطبيب بكر أبو صفية مدير قسم الاستقبال والطوارئ في مستشفى الشفاء بغزة لوكالة فرانس برس (استشهد صباح أمس الجمعة اثنان من أفراد الأمن هما محمد يوسف الأشقر (26 عاما) ومحمد حسن خلف (27 عاما) وكلاهما من بلدة بيت لاهيا اثر إصابتهما مباشرة بقذيفة مسمارية أطلقتها قوات الاحتلال في منطقة ليست بعيدة عن موقع أمني فلسطيني في البلدة). وأشار إلى أن القتيلين (أصيبا في انحاء الجسم وتمزقت أجزاء من جسديهما بفعل القذيفة).
وأفاد مصدر طبي أن فلسطينيا آخر لم يعرف اسمه أصيب بشظايا القذيفة نفسها ونقل إلى مستشفى شمال غزة للعلاج ووصفت حالته (بالمتوسطة).
وذكر مصدر أمني ان الجيش الإسرائيلي أطلق قذيفة (مسمارية) وفتح النار في ساعة مبكرة ما أدى (لاستشهاد الاثنين اللذين كانا في المنطقة نفسها).
وشملت الاعتداءات الإسرائيلية أمس أيضا حملة اعتقالات تم تنفيذها في مدينة بيت لحم والقرى المجاورة لها، وزعم بيان للجيش الإسرائيلي أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في موقعها على الإنترنت أنه (على الرغم من تعهد الفلسطينيين بإفشال عمليات إرهابية داخل المنطقة (أ) في بيت لحم فإنه ما زالت تجري في المكان نشاطات إرهابية). وقد اقتحمت القوات الإسرائيلية مدينة بيت لحم في وقت مبكر من صباح الجمعة.
وجاء في تقرير لصحيفة هاآرتس الإسرائيلية في موقعها على الإنترنت نقلا عن سكان في المدينة أن القوات الإسرائيلية أمرت ضباط الأمن الفلسطينيين بالتخلي عن نقاط التفتيش خارج المدينة ثم دخلت القوات.
ولم ترد تقارير عن وقوع تبادلات لإطلاق النار أو وقوع خسائر بشرية.
وأشار تقرير هاآرتس إلى أن العملية على ما يبدو تستهدف القبض على مشتبه بهم وتدمير منزل منفذ العملية التي وقعت في القدس يوم الخميس وأسفرت عن مقتل 11 إسرائيليا وإصابة 50 آخرين.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن قوات عسكرية كبيرة توغلت فجرا في بيت لحم بعربات مدرعة عبر محاور عدة من قرى الخضر وبيت جالا وبيت ساحور وسقوع.
ويأتي هذا بعد ساعات من اجتماع لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون ووزير دفاعه شاؤول موفاز لبحث سبل الرد على عملية القدس المحتلة.
ودعت العناصر الاشد تطرفا في الحكومة الإسرائيلية ولاسيما منهم وزير الزراعة إسرائيل كاتز من الجناح (المتشدد) لليكود، حزب شارون، إلى ابعاد ياسر عرفات.
وكانت الحكومة الإسرائيلية اتخذت قرارا مبدئيا في هذا الصدد.
وأشارت قناة تليفزيون الجزيرة القطرية إلى أنه يبدو أن توغل القوات الإسرائيلية في بيت لحم ومختلف ضواحيها هو إعادة احتلال للمدينة التي كانت انسحبت منها قبل عدة أشهر.
وأمس أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان مسؤوليتها عن عملية القدس وتوعدت رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون.
وكانت كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح أعلنت مسؤوليتها عن العملية ذاتها يوم الخميس.
وقالت كتائب عز الدين القسام في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنه إن العملية (رسالة واضحة إلى مجرم الحرب الصهيوني شارون انه لن يكون بعيدا عن أيدي مجاهدينا). وتابعت (نقول للصهاينة إن من يعجز عن حماية نفسه أعجز من أن يوفر الحماية لغيره).
وقد وقع الهجوم في حافلة قرب المقر الرسمي لإقامة شارون في وسط القدس المحتلة.
وأوضح البيان أن العملية جاءت (ردا طبيعيا على الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق مدننا ومخيماتنا وردا سريعا على مجزرة حي الزيتون وتشريد أهلنا في رفح).
ومن جانب آخر دعا مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الولايات المتحدة أمس الجمعة إلى التدخل الجدي لاجبار إسرائيل على العودة إلى طاولة المفاوضات دون شروط والعمل على وقف اطلاق نار متبادل.
وقال نبيل أبو ردينة لوكالة فرانس برس (حان الوقت لتدخل أمريكي جدي لوقف التصعيد الإسرائيلي وإجبار إسرائيل على العودة إلى طاولة المفاوضات دون اي شروط والعمل على التوصل إلى وقف اطلاق نار متبادل).
وشدد أبو ردينة على ضرورة (البدء بتطبيق خريطة الطريق) محذرا من أن (سياسة الحكومة الحالية في إسرائيل المستندة إلى التصعيد ومواصلة العدوان لن تؤدي إلى سلام في المنطقة).
|