* واشنطن - الوكالات:
قد تمثل لجنة طالب الديمقراطيون بتشكيلها للتحقيق في فشل المخابرات الأمريكية في ادائها السيئ في العراق قبل غزوه العام الماضي تهديدا سياسيا خطيرا للرئيس الجمهوري جورج بوش.
لكن محللين يقولون انه بفضل سيطرة الجمهوريين على الكونجرس سيكون امام بوش فرصة قوية لتجنب التحقيق الذي قد يجعل القضية تنشط في الانتخابات الاولية التي تمهد لانتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني القادم. قال ستيفن وولت عميد كلية كندي للدراسات السياسية بجامعة هارفارد (تريد الإدارة أقل قدر ممكن من الاهتمام بالعملية التي قالت على ضوئها ان الحرب ضد العراق فكرة صائبة) لجنة (التحقيق) قد تجعل القضية حية لعام آخر، وهذا آخر شيء يريدونه.
وبعد شهادة ديفيد كاي (صائد الاسلحة) السابق الذي استقال مؤخرا من رئاسة الفريق الأمريكي الذي يبحث عن أسلحة دمار شامل مزعومة في العراق والتي ادلى بها يوم الاربعاء الماضي وقال فيها: ان تقارير المخابرات الأمريكية عن الاشتباه في امتلاك الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين لأسلحة دمار شامل كانت معيبة في الأساس وشدد الديمقراطيون مطلبهم بإجراء تحقيق مستقل، وأيد كاي نفسه الفكرة.
وفي مؤشر مقلق للبيت الابيض خالف السناتور الجمهوري جون ماكين من اريزونا المعروف بنهجه المستقل موقف الحزب وأيد الفكرة.
وقال ماكين (نحتاج الى لجنة مستقلة للتحقيق في هذا الموضوع لأن هناك أسئلة تحتاج إلى إجابة).
وكلفت الادارة كوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي بالظهور في التلفزيون أول امس في برامج اخبار الصباح في شبكات (ايه.بي.سي وان.بي.سي وسي.بي.اس) للتقليل من اهمية الاقتراح. قالت: (ببساطة نحن نعتقد ان هناك عملا لم ينته بعد، تحاول مجموعة المسح في العراق الانتهاء من مهمتها وفي واقع الامر تقوم مؤسسات المخابرات بتحقيقاتها الخاصة) وقال روبرت بيب استاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاجو: ان ظهور رايس في ثلاثة برامج تلفزيونية يعكس قلق البيت الابيض، ومن المؤكد ان تصبح القضية رئيسية ومحورية في الحملة الانتخابية. وأضاف (حقيقة ظهور رايس في ثلاثة برامج تشير إلى قوة الدفع التي تكتسبها المطالبة بالتحقيق، شعرت بأن عليها أن تخرج قبل بدء التحقيق لتئد الفكرة في مهدها).
وحرص كاي على التأكيد بأنه لا يعتقد ان البيت الابيض تلاعب بتقارير المخابرات لايجاد ذريعة لغزو العراق لكن التقارير ببساطة كانت خاطئة. وقال: (ومن المؤكد ان المخابرات اعتقدت بوجود أسلحة دمار شامل، واتضح اننا كلنا كنا على خطأ وهذا في تقديري هو الامر الأكثر ازعاجا). لكن السناتور الديمقراطي ادوارد كنيدي من ماساتشوستس له رأي مخالف تماما.
قال (ما حدث كان اكثر من فشل للمخابرات،كان نتيجة تلاعب في تقارير المخابرات لتبرير قرار الحرب). (وقال جوزيف سرينسيوني الذي اصدر دراسة هذا الشهر جاء فيها ان العراق لم يمتلك أسلحة دمار شامل حتى نهاية التسعينات ان (الادارة تلعب لكسب الوقت لانها ترى انها مشكلة سياسية في الاساس).
(يأملون في كسب الوقت اإلى ما بعد انتخابات الرئاسة في نوفمبر، ولا يهتمون بمعرفة الخطأ بقدر اهتمامهم بتجنب اللوم). واضاف سرينسيوني المحلل لدى مؤسسة كارنيجي للسلام العالمي (ن الخطأ الادعاء بأنهم يحتاجون الى مزيد من الوقت لاجراء تحقيق داخلي، كل شيء تقريبا قاله كولين باول (وزير الخارجية الأمريكية) في الامم المتحدة في فبراير الماضي عن اسلحة العراق للدمار الشامل كان غير صحيح، فلماذا هذا، ليس لدى الرئيس اجابة).
لكن في ظل هيمنة الجمهوريين على الكونجرس بمجلسيه تتمع ادارة بوش بفرصة قوية لاجهاض فكرة تشكيل لجنة تحقيق اذا صمد نوابها وشيوخها.
ولكن اذا ازداد الموقف تدهورا في العراق او اذا سرب مسؤولون سواء اعلنوا اسماءهم ام لم يعلنوها معلومات جديدة فان الضغط قد يتزايد لتشكيل لجنة مستقلة.
وقد رفض البيت الابيض من جديد الخميس الدعوات الى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الاخطاء في التقدير التي ارتكبتها اجهزة الاستخبارات الأمريكية بشأن اسلحة الدمار الشامل العراقية.
|