* واشنطن - الأمم المتحدة - الوكالات:
قال دبلوماسيون بالأمم المتحدة مساء الخميس إن الأمم المتحدة تتحرك بشكل حذر بشأن ما اذا كانت ستتوسط لحل مأزق يتعلق بالانتخابات في العراق ولا تتوقع ان ترسل فريقا الى بغداد قبل السابع من فبراير شباط.
وأكد كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة يوم الثلاثاء انه سيرسل بعثة الى العراق فور أن تسمح الأوضاع الأمنية بذلك في محاولة للمساعدة في الخروج من مأزق بين سلطات الاحتلال بقيادة الولايات المتحدة والزعماء الشيعة العراقيين.
ومع بدء عطلة عيد الأضحى الأسبوع المقبل من غير المتوقع وصول الفريق الانتخابي قبل السابع من فبراير شباط على الأقل. وتتعلق مهمة الفريق بتقييم جدوى إجراء انتخابات مباشرة لاختيار مجلس سيقوم بدوره باختيار حكومة مؤقتة لحكم البلاد بعد 30 يونيو حزيران.
ومن المقرر استكمال دستور وانتخابات عامة لاختيار حكومة دائمة بحلول عام 2005م. ولكن ارسال فريق لا يعني بالضرورة ان الأمم المتحدة ستفصل في هذا المأزق. وتريد الولايات المتحدة ان يقوم مسؤولو الأمم المتحدة بزيارة أخرى للعراق والتوسط بين الشيعة الذين يريدون اجراء انتخابات مباشرة والجماعات الأخرى.
وقال ديفيد مالوني رئيس الأكاديمية الدولية للسلام وهي معهد أبحاث قريب من الأمم المتحدة (يبدو لي ان عنان يلزم نفسه فقط بتأكيد الحقائق على الأرض. ولم يلزم نفسه بعد بوساطة على مستوى عال بين الطوائف العراقية الثلاث الرئيسية ومجلس الحكم).
من جهة أخرى توقع قائد القيادة الأمريكية الوسطى الجنرال جون ابي زيد ليل الخميس الجمعة تصاعد العنف في العراق مع اقتراب نقل السيادة في الصيف الى العراقيين، مشيرا الى ان اندلاع حرب أهلية في هذا البلد ممكن لكنه غير مرجح.
وقال أبي زيد في لقاء مع صحافيين في واشنطن، (في حال حصول سلسلة من الحوادث المؤسفة تضع مجموعات في مواجهة أخرى، يمكن ذلك ان يتطور الى حرب أهلية لكنني أعتقد ان هذا غير مرجح).
وأضاف انه يتوقع تصعيدا في أعمال العنف وخصوصا من جانب جهات عدة بينها البعث ومجموعات إسلامية مثل تنظيم القاعدة الناشط جدا في العراق، على حد قوله.
وقال: (بصفتي قائداً عسكرياً، يبدو لي بشكل واضح انه، سواء أجريت انتخابات في العراق أم لا، فإن مجرد اقتراب موعد نقل السيادة الى العراقيين سيترجم بتصاعد في مستوى العنف).
وأضاف أن (هناك عدداً كبيراً من الأشخاص الذين لا يريدون سيادة عراقية. ما زال هناك عدد كبير من البعثيين الذين يعتقدون ان حزبهم السابق يمكنه استعادة مكانه وهناك ارهابيون يأملون ان تنتصر أفكارهم في العراق).
وتابع المسؤول العسكري الأمريكي ان اعتقال حسن جهل العضو الناشط في القاعدة في بداية كانون الثاني/يناير يثبت ان هذا التنظيم يعمل حالياً في العراق.
وكان وزير الخارجية الأمريكي كولن باول اعتبر الخميس ان اعتقال الناشط في تنظيم القاعدة في العراق حسن جهل (يدعم)، التصريحات التي أدلى بها في الخامس من شباط/فبراير الماضي في الأمم المتحدة، خلال عرض ملف اتهامي ضد النظام العراقي، حول وجود (صلة مفترضة بين القاعدة وصدام حسين).
وقال باول (ما الذي كان يقوم به في العراق؟ هل يقيم شبكة علاقات فيه؟ هذه هي الأمور التي نسعى الى معرفتها) لكن وزير الخارجية الأمريكي توخي الحذر في كلامه.
وقال (لا أريد ان أضخم أو أبالغ فيما نعرفه)، موضحاً أن (المسألة ما زالت مفتوحة).
وأعلن قائد القوات البرية للتحالف الجنرال الأمريكي ريكاردو سانشيز من جهته الخميس أن اعتقال حسن جهل مؤشر واضح يثبت ان هذا التنظيم يقوي وجوده في العراق.
وأشار الى ان جهل موجود في العراق منذ ثلاثة أشهر على الأقل.
وقد اعتقل حسن جهل في 22 كانون الثاني/يناير بالقرب من الحدود الشمالية مع ايران، حيث جاء على ما يبدو لتحديد مواقع تمهيدا لتنظيم عمليات للقاعدة في العراق وإقامة علاقات مع الاسلاميين المتطرفين.
من جهة ثانية، قال أبي زيد إن القوات الأمريكية وقوات الأمن العراقية ستكون قادرة على التعامل مع أي وضع ينشأ من الأزمة القائمة حاليا في العراق والناتجة عن مطالبة المرجع الشيعي علي السيستاني بإجراء انتخابات عامة في العراق، بحلول موعد تاريخ نقل السيادة الى العراق في حزيران/يونيو.
|