* الناقورة الوكالات:
وصل رفات نحو ستين مقاتلاً معظمهم من اللبنانيين، كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تسلمتها الخميس من اسرائيل إلى بيروت بعد ظهر أمس قادمة من الحدود اللبنانية - الاسرائيلية التي وصلتها صباح أمس في إطار اتفاق تبادل الاسرى بين حزب الله واسرائيل.
وقتل معظم هؤلاء المقاتلين خلال احتلال اسرائيل الذي دام 22 عاما لجنوب لبنان وانتهى عام 2000 .
وتسلمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجثث من اسرائيل يوم الخميس في إطار صفقة لتبادل الأسرى توسطت فيها ألمانيا واطلقت بموجبها اسرائيل سراح 400 سجين فلسطيني و30 آخرين معظمهم لبنانيون.
ومقابل ذلك أعاد حزب الله ضابطا بالاستخبارات الاسرائيلية وجثث ثلاثة جنود اسرائيليين قتلوا في هجوم لحزب الله على الحدود عام 2000 .
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس ان عناصر من الهيئة الصحية التابعة لحزب الله اللبناني قامت بنقل النعوش من شاحنات الصليب الأحمر الدولي ولفتها بالعلم اللبناني ثم رتبتها في ثلاث شاحنات لها حاويات من الزجاج الشفاف خصصت لنقل الرفات من الناقورة عند الحدود اللبنانية الاسرائيلية إلى بيروت. والرفات لمقاتلين لبنانيين وفلسطينيين من أحزاب وفصائل عدة - كما أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله يوم الخميس.
وقد سلم الصليب الأحمر الدولي جثامين (59 شهيداً إضافة إلى جثة لبناني توفي في اسرائيل لم يتمكن الصليب الأحمر الدولي من نقله سابقا) على ما قال الشيخ نبيل قاووق مسؤول حزب الله في جنوب لبنان دون ان يوضح هوية صاحب هذه الجثة.
وتقدمت الشاحنات إلى موقع الاحتفال الذي يبعد نحو 500 متر عن الحدود والذي أنجزت عناصر الحزب الأصولي منذ يوم الخميس اعداده وزينته بالأعلام اللبنانية والفلسطينية ورايات الحزب وحركة أمل الشيعية.
وعلى منصة مخصصة للمستقبلين توزع الحضور وفي مقدمهم نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وشخصيات رسمية وأمنية لبنانية ووفد من ايران برئاسة النائب علي أكبر محتشمي وعدد من علماء الدين المسلمين والمسيحيين. وأقيمت للجثامين مراسم مختصرة اقتصرت على قيام فرقة من الجيش والدرك اللبناني بعزف نشيد الموت والنشيد الوطني.
وفي هذه الأثناء كان زورق حربي اسرائيلي يراقب من البحر. ثم انطلق الموكب تتقدمه سيارات إسعاف تابعة لحزب الله إلى بيروت.
وعلى الطريق الساحلي المؤدي من الناقورة إلى صور أولى المدن الساحلية جنوبا رفعت لافتات منها (لقد انتصر الوطن)، (أهلاً وسهلاً بكم إلى أرض الوطن).
وعلى طول الطريق المؤدي إلى بيروت (85 كلم)، رفع اكثر من ثلاثة آلاف علم فلسطيني ولبناني وأعلام حزب الله إلى جانب صور الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وصور مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران الإمام الخميني وأعلام حركة أمل الشيعية والحزب الشيوعي اللبناني.
وكانت للموكب محطات في المدن والبلدات والقرى التي عبرها في طريقه إلى بيروت حيث تجمع طلاب المدارس والأهالي منذ الصباح على الطرقات يلوحون بالاعلام في انتظار مرور الموكب.
وفي بيروت أقيم للجثامين الاستقبال الرئيسي الحاشد في مجمع (سيد الشهداء) في ضاحية بيروت الجنوبية الشيعية حيث جرى الخميس استقبال شعبي ضخم للأسرى اللبنانيين المحررين من سجون اسرائيل, على أن تشيع الجثث إلى مثواها الأخير اليوم السبت - كما أفاد حزب الله.
ويمهد هذا التبادل الطريق أمام مرحلة ثانية من المفاوضات بشأن مصير الطيار الاسرائيلي المفقود رون اراد الذي هبط بمظلته فوق لبنان عام 1986 بالإضافة إلى أربعة دبلوماسيين ايرانيين خطفوا خلال غزو اسرائيل للبنان عام 1982.
|