حينما يصبح الضمير والأمانة والانسانية الضابط الوحيد في التعامل مع الآخرين يخفق البعض وبدرجة مخيفة تؤكد أنهم - وبكل أسف - بلا أخلاق ولا أمانة ولا ضمائر.
قصص مؤلمة وعديدة تتردد لدى مكاتب استقدام العمال والخدم في طابور المستضعفين من الرجال والنساء الذين يفدون من كل بقاع الدنيا إلى بلاد الحرمين ومهبط أعظم الرسالات الإنسانية السمحة العادلة الرحيمة ولكنهم يصدمون بواقع مختلف يبدأ بحقوق ضائعة ومستحقات مفقودة ووعود لا تنفذ وتنتهي بتعاملات لا إنسانية حتى في المأكل والمشرب والمسكن والمعاملة.
فما دامت عين الرقيب لا تستطيع الوصول إليهم وما دامت الأمانة وحسن المعاملة الإنسانية هي التي تحكم علاقاتهم مع الآخرين يظهر المعدن الحقيقي لأولئك الانتهازيين الذين انسلخوا من كل المبادىء والمثل.
وحتى لا ينشأ أطفالنا على مشاهد ظلم الخادمة وظلم السائق والعامل وسوء معاملتهم فإننا بحاجة إلى وضع المزيد من الضوابط والأنظمة المرغمة لأولئك الظلمة والانتهازيين بما يضمن حقوق كل قادم إلينا يبحث عن لقمة العيش الحلال وعمن يخفف عنه قسوة الغربة والفراق.
قال الله تعالى: { وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} لذا فإننا مطالبون جميعا بمقاومة ذلك الظلم اجتماعياً وثقافياً ودعوياً حتى لا يدخلنا السكوت على ذلك في نفق الشراكة مع هؤلاء الظالمين مهما كان مبدأنا رافضاً ومنكراً.
almokhem82hotmail.com |