أنشأت منظمة الصحة العالمية مؤخراً لجنة دولية خاصة وكلفتها بتحليل مفعول مادة مشتقة من الزئبق ولها أضرار خطيرة على صحة الإنسان، فهي مادة تنحل في النسج الدسمة وقد تمكث مدة طويلة في خلايا البدن.
تسمى هذه المادة «ميتيل الزئبق» وتعتبر من لوجه الكيميائي سماً عنيفاً.
أما سبب التفات منظمة الصحة الى هذا السم فهو حادث وقع لسكان منطقة ناغازاركي في اليابان إذ أصابهم شلل تدريجي من غير سبب ظاهر، وتبين بعد التحقيق ان أولئك السكان كانوا يكثرون من أكل السمك في تلك المنطقة، ولما حلل الكيميائيون ذلك السمك وجدوا في لحمه بعض مشتقات الزئبق.
وثبت لهم بعد أبحاث طويلة ان ماء خليج «ميناتا» أي الماء الذي كان السكان يصطادون منه السمك، كان ماء ملوثا بنفايات مصنع مجاور مختص بصناعة الورق وهو يستخدم مادة مشتقة من الزئبق لحماية الورق من التعفن.
والحال ان الكائنات المجهرية والجراثيم البحرية في الخليج المذكور كانت تفسخ ذرات الزئبق وتحولها الى السم العنيف المسمى «ميتيل الزئبق».
ولم تكد هذه النتائج تنشر في صحف اليابان حتى لوحظ مثل ذلك في كل من كندا والولايات المتحدة في مناطق صيد السمك المجاورة للمصانع الكبرى.
وهذا ما دفع منظمة الصحة العالمية الى انشاء لجنة خاصة لمكافحة أشكال التلويث البحري، لا سيما ان السم المذكور يحدث للدماغ أيضا اضطرابات خطيرة، وحتى ان لم يقتل فإنه ربما كان سبب عاهات ولادية للنسل.
|