Friday 30th January,200411446العددالجمعة 8 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

14/4/1391هـ الموافق 8/6/1971م العدد 346 14/4/1391هـ الموافق 8/6/1971م العدد 346
كلمة الجزيرة
في ذكرى النكبة.. المعونة للدعم لا للهدم
صالح السالم

يوم الخامس من يونية الماضي صادف ذكرى أليمة يقترن بها واقعة العدوان الغاشم من إسرائيل حيث لاقى فيها أبناء الأمة العربية موقفاً حرجاً أمام الرأي العام العالمي حيث خذلوا بهزيمة نكراء لم يشهد مثلها جيل معاصر لهذا القرن.
وكان المفروض أن تتصدى أمة العرب عند ابتدائها لهذه الذكرى السيئة لمناقشة الأخطاء التي وقعت والتنديد بمرتكبيها والمتسببين في احداثها من قادتهم وليست المسؤولية منحصرة في الذين زجوا بأمتهم لتلك المعركة بغير تبصر مما حتم تلك النتائج، وإنما المسؤولية تشمل الذين ساهموا في تغطية الحقائق ومواراة أدق المعلومات الصحيحة عن وقائع المخططات التي مهدت للحرب المهزومة بل خلقوا بدعاياتهم المضللة من عناصر الهزيمة أبطالاً يحتلون الصدارة للزحف المقدس لانتزاع النصر واسترداد الأرض المغتصبة.
بعبارات سحرت المواطن الساذج الذي ارتمى في الميادين مناديا بالتأييد لخصومه الفعليين المقنعين بتلك الشعارات الجوفاء معتقداً أن ما قالوه عن مفاجآت المعركة ليس إلا صدقاً كان قيل: إنما وقع ليس هزيمة في حرب وإنما هي خدعة في معركة، وقيل: كنا ننتظرهم من الشرق فجاؤونا من الغرب، وقيل للقيادة في الجبهة الشرقية عليها مواصلة القتال على امتداد جبهة عريضة والغطاء الجوي يصلهم في لحظات، وقيل أن خسماً وسبعين من طائرات العدو قد مسحت من الجو والباقي في طريقه للزوال، قيلت تلك المعلومات للقيادة العربية المشتركة في القدس في الوقت الذي لم يكن في الجو طائرة عربية واحدة.. وقيل ذلك في الوقت الذي كانت خمس وعشرون قاعدة جوية وصاروخية قد قصفت وعطلت في مصر.. أملي ذلك القول وعدد من عربيات النقل الثقيلة الحاملة للصواريخ الظافرة والقاهرة ينتزعها أفراد القوات المهاجمة دون تمكين العاملين عليها من تفجيرها في الهواء كما تقضي بذلك القوانين والتعليمات الحربية في حالة الهزيمة أو عند الاضطرار إلى ترك الآليات الحربية والسلاح. أولئك الذين ساعدوا على عكس المفاهيم هم الذين ملأوا نفوس العاملين على الهزيمة بالثقة في بقائهم في السلطة على أنهم حققوا الغايتين باعتزاز جارف ومهارة واحدة بينما لايطاولها أعتى الجبابرة من نيرون الذي استطاع فقط أن يحرق مدينة واحدة بينما ذوبوا قضية ومسحوا معالم ذهنية ومفاهيم خلقية لا يحلم نيرون الجبار بالتطاول على معالمها الراسخة في عقل الإنسان العادي فضلاً عن واعية. فلم تعد أمة العرب مؤهلة لأن تكشف الحقائق الماثلة في وقتها بل تنتظر مرور فترة زمنية لتجود الأيام بتغييرات تفرضها عن طريق الصدفة.
وما الصراع الدامي في الوقت الحاضر بين فئات من الفلسطينيين وبين الحكومة والشعب الأردني المخلص في دفاعه عن القضية المسخر لطاقاته البشرية وامكانياته المادية للوقوف أمام الانتقام الإسرائيلي العنيد على أرضه، لم يكن هذا الصراع الدامي العتيد إلا حلقة من سلسلة العدوان المصطنع ورديفه التضليل الغاشم لهذه الجماهير الضحية المشحونة بالحقد العائم على القريب قبل البعيد والصديق قبل العدو حتى توارت معالم الحق في ضباب الضلال. فهل من مرشد ورشاد؟!.. وهل من وعي يكفل حقن الدماء الزكية؟! وهل من توجيه صحيح للأموال المبذولة عن سخاء وحسن نية للدعم لا للهدم؟!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved