Friday 30th January,200411446العددالجمعة 8 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الطبع السيئ الطبع السيئ

* س: - هل يمكن للإنسان أن يغير طبعه السيئ.. كثرة الالتفات إطلاق النكات المضحكة حب الظهور مثلاً،؟ لقد حاولت لكنني أضعف أحياناً فبماذا تنصحونني..؟
س.ع.س.ص.. الرياض.. السليمانية
* ج: - هناك غرائز معلومة لدى كل انسان من ذكر وأنثى وتختلف هذه الغرائز ما بين شخص وآخر بحسب قوة الإرادة وشدة التنبه الإرادي الواعي.
هذه الغرائز لعله لا يمكن بحال ما تغييرها، لكن المرء يمكنه تحسينها من حال إلى حال يكون بها ذا خير وفضل وذكر حسن، وهذا لعله لا يتعذر أي التحسين إذا أصبح لدى الإنسان ولع بهذا لكنه ولع قوي مستمر جاد.
وقد ينجح كثيرون في هذا نجاحاً لم يكن أصحابه ليدركوه لولا الله ثم عزمهم على التحسين الصادق الصحيح.
فإذا كان هذا كذلك بالنسبة للغريزة والغريزة لا يمكن تبديلها فكيف تكون الحال بالنسبة «للعادة».
إن العادة هي ما تعوده المرء واتخذه لنفسه فليست هي جبلة ولا غريزة لكنها عادة نشأت بسبب حالة نفسية ما «كالكذب/ المزح/ تقليم الأظافر/ الرياء/ الغيبة/ الحسد/ الوشاية/ سوء الظن/ الفاحشة/ أكل الحرام، فهذه كلها مع الاستمرار عليها يتولد منها العادة حتى يسري الانسان القيام بها، بل قل يتلصص ويتسلق ويحتال حتى يصل إليها ولا يرتاح له بال حتى تكون.
ونحن إذا مللنا النفسية الإنسانية وجدناها مجبولة على الحق وقبوله والأخذ به وتنشد الخير وتسعى إليه قال سبحانه في هذا { فٌطًرّتّ اللّهٌ الّتٌي فّطّرّ النَّاسّ عّلّيًهّا لا تّبًدٌيلّ لٌخّلًقٌ اللَّهٌ ذّلٌكّ الدٌَينٍ القّيٌَمٍ وّلّكٌنَّ أّكًثّرّ النَّاسٌ لا يّعًلّمٍونّ }.
وجاء في مسلم «خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين»، وورد عن هذا وذاك آثار واسفار كثيرة تبين ما نحن بصدده ورد هذا في:
1- شرح الطحاوية
2- الدواء الشافي
3- عدة الصابرين
4- صيد الخاطر
5- الحلية
6- الحيدة
7- البداية والنهاية
وغيرها كثير، كذلك ورد في الكتب السنَّة لكنها تحتاج إلى سعة تأمل وسكينة نظر وطول اطلاع مكين.
فالله سبحانه وتعالى جبل الإنسان على قبول الحق ونشدانه والإلحاح في طلبه لكنه لسبب ما ولحالة ما ينعكس ويترك فينزل وقد يسفه ويلحد،
فلهذا ما يكون من الإنسان من عادة أو عادات سيئة إنما أصلها الحقيقي لتهاونه في ذات أوامر ونواهي الشرع في الكتاب والسنَّة تهاونه فعلاً،
ول هذا لا تجد أحداً يكذب مثلاً إلا ولديه تهاون ما أو ترك ما لشرع ما كذلك الحال بمن يتخذ إطلاق النكات ديدناً له فتجده يكذب ويسخر وقد يتهاون بالمال المشبوه.
وأشد من هذا «الرياء» والظلم/ وتتبع العورات/ والمركزية/ والتسلط/ وهضم الحقوق ومرد هذا جله إلى حب الجاه والبقاء ولو تم بسبب هذا ضياع دين المرء عند البعض،
فمن أجل ذلك فإن العادة وهي حادثة وأهون من «الغريزة» يمكن إبعادها كلية عند صدق الإنسان وورعه وتقواه وعند علم ما يترتب عليها من عقاب أخروي وما يترتب عليها من سوء وتماد في هزلية الشخصية وجعلها شخصية ساقطة، حتى عند صاحبها إذا خلا بنفسه وتمحق في حقيقة ذاته وحياته ومآله وآثار العادة السيئة عليه ديناً ودنيا.
كم آمل منك ما يلي بتمعن عميق مستمر تدبر سورة «هود/ يوسف/ القمر.
تلبيس إبليس.. لإبن الجوزي.
الشمائل المحمدية.. للترمذي.
الحيدة.. للكتاني (مهم).
5- حياة الإمام ابن تيمية.. لبهجة البيطار، وحاول تربية الشعور لديك كثيراً من كل عادة سيئة حاول هذا مع ضرورة الترصن والجد والمحافظة على العبادات في أوقاتها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved