سعادة رئيس تحرير «الجزيرة» سلمه الله
تعقيباً على ما نُشر في صفحة (فن) بالجزيرة من اعتزام الممثل ناصر القصبي تقديم عمل تمثيلي يتحدث عن المجتمع السعودي بصفة عامة أود أن أعرج دون تكلف على هذا الموضوع بأن الممثل ناصر القصبي قادرعلى تسليط الضوء على ما يختزنه من مسائل يمكن طرحها للمعالجة والنقد الهادف وأدرك تماما أن الفنان القصبي ليس بحاجة لتوجيه أو دافع لمثل هذا العمل وخصوصا ان الدراما السعودية قد اتكأت لفترة ليست بالقصيرة على نجومية ناصر القصبي وعبدالله السدحان ومن معهم من الممثلين الشباب ولكن النقطة محل التعقيب أنه ترتب فيما مضى على مسلسل (طاش ما طاش) الذي تقاسم بطولته مع الفنان عبدالله السدحان وجهات نظر مختلفة في حدتها ومضامينها حتى وصل الأمر الى التدافع بالرأي والرأي الآخر حول المسلسل أو بالأصح بعض ما ناقشه المسلسل ولأهمية السعي وراء التعديل في بعض السلوكيات المجتمعية لبعض الأفراد وللقضايا التي تكاد تكون عالقة ولحساسيتها ولضرورة معالجة القصور في تقديم بعض الخدمات ذات العلاقة بالمواطن واحتياجاته فإن من الأهمية أن تكون الدوافع وراء تقديم الأعمال ومعالجتها بطريقة ما نابعة من الفوقية الايجابية للرائي بحيث لايكون للاجتهادات الشخصية مجال في قياس القيم المجتمعية سواء المكتسبة أو الثابتة أو في صحة اتخاذ طريق معاكس بغية الوصول السريع الى ايضاح نقطة أو مسألة لا تتحمل أكثر من طريق واحد للايضاح مع ترك الحكم أخيراً للآخرين من المشاهدين وغيرهم ممن لهم علاقة وطيدة بما يطرح أو يعلق عليه لا أحد ينكر أن (طاش ما طاش) حقق نجاحاً كبيراً على المستوى المحلي والخليجي ولكن هل تحقق الهدف منه؟
بالرغم من أنني لا أملك التأهيل اللازم لنقد المستوى ومقدار النجاح الا أن القول بأن(طاش ما طاش) نجح في معالجة قضايا لم يوفق الآخرون في طرحها وفتح أذهان البعض على تصرفات خاطئة وبين أنها منقودة وغير مرغوب فيها وفصل في الحديث عن سلوكيات وقضايا فطن الكثير إليها الأمر الذي ساعد على جذب الاهتمام والمتابعة والسؤال: هل سينقل الفنان ناصر القصبي نجاحه معه الى المسلسل الجديد ثم هل سيستمر؟
عطفاً على ما يُشار الى ان مسلسل (طاش) سيتوقف وأنه قد لايعود للاستمرار ولماذا لاتستمر البرامج التوعوية النقدية الهادفة ؟ هل انتهت مشاكل المجتمع القابلة للمناقشة والنقد أو انتهى العمر الافتراضي للممثلين والكتاب للابداع في ايجاد صور للتوعية لايضاح الأفكار الخاطئة والمضرة بالمجتمع
إما ان الدراما السعودية قد وصلت سن اليأس أو أن المسلسلات الأكثر نجاحاً هي الأكثر تعرضا للموضوعات غير المدونة على طاولة النقاش والمصارحة ومسلسل (طاش) استحوذ على الكثير منها فكان مثار الاعجاب والاهتمام. أخيراً فإن القضايا والمشكلات الاجتماعية لم ولن تنتهي ففي كل منزل قضية وفي كل شارع نقطة تحتاج للمتابعة وفي كل دائرة حكومية مشكلة تصلح أن تكون مسلسلاً مكسيكياً ولكن تبقى الموضوعية والنجاح في نقل الحقائق والمشكلات بواقعية ومهنية دون التعرض للمسلمات المجتمعية الغاية في الحساسية حتى يحصل الهدف المنشود من الدراما والتلفزيون السعوديين وبمن هم في مثل توجه القصبي والسدحان كأكثر من نزل الى أرض الواقع بنجاح مع كل التحفظات على بعض القضايا والنقاط التي لم تكن يوماً مجالاً للمناقشة ولكن (طاش) طرحتها على أية حال.
محمد سعود الزويد - الرياض |