مما لا شك فيه أن العيد موسم الفرح والسرور، ولا شك أن الفرح بالعيد من شعائر هذا الدين العظيم، وأعظم الفرح حقيقة هو الفرح برضا الله عز وجل قال تعالى: {قٍلً بٌفّضًلٌ اللَّهٌ وّبٌرّحًمّتٌهٌ فّبٌذّلٌكّ فّلًيّفًرّحٍوا هٍوّ خّيًرِ مٌَمَّا يّجًمّعٍونّ><ر58ر>} وقال بعض العارفين: ما فرح أحد بغير الله إلا لغفلته عن الله، فالغافل يفرح بلهوه وهواه، والعاقل يفرح بمولاه. والعيد فرصة للتسامح والعفو، وما أجمل أن يحمل الإنسان في قلبه الحب للآخرين، فالمحبة شمس تشرق من أعماق القلوب السليمة والعقول الحكيمة الخالية من كل بلاء يكدر صفوها، وعلى الإنســـان إذا أراد كســـب القلوب أن يظهر الحب ويصرح به، فالنفوس بطبيعة الحال تميـــل إلى من يحبــها ويقضي حاجاتهـا، ولله در الشاعر عندما قال: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فلطالما استعبد الإنسان إحسان والإنسان أسير الإحسان، والمحسن يملك القلوب ويكسب الأعوان والإخوان معه في أحلك الظروف والمواقف والحصول على حب الناس كنز يتمناه كل إنسان ويسعى إلى الحصول عليه بكل الطرق والوسائل المشروعة، وذلك لا يتحقق إلا بالكلمة الطيبة والابتسامة الصافية والإحسان إلى غيره وغض الطرف عن بعض الهفوات وصدق الله الشاعر عندما قال: إذا صحبت قوم أهل ود فكن لهم كذي الرحم الشفيق ولا تأخذ بزلة كل قوم فتبقى في الزمان بلا رفيق والمسلم يتميز عن غيره بسلامة الصدر، والعيد فرصة لتطهير القلوب، فإن الإنسان بنفسه وقلبه لا بجسده وصورته. أقبل على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان وختاماً الله الله بالمحبة للآخرين، وجمع الكلمة والتآلف وصفاء القلوب ونقاء الصدور وحب الخير للجميع فهي واللــه تجمع ســـعادة الدنيا والآخرة.
آخر كلام
ليس العيد لمن لبس الملابس الفاخرة ولكن العيد لمن أمن عذاب الآخرة.
|