Friday 30th January,200411446العددالجمعة 8 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رحمك الله... يا أبي رحمك الله... يا أبي
مفرح بن عواض الألمعي/ المشرف على مركز المعلومات والمقررات الدراسية بإدارة التربية والتعليم للبنات بمحافظة محايل

لقد رحل أبي.. عصر يوم السبت الموافق 19/10/1424هـ هذا اليوم الذي لا يمكن أن ينسى في حياتنا ولكن هذه نهاية المطاف ونهايتنا جميعاً. لقد طبع على جدران عالمه لمسات من الإيمان والطاعة وحب الناس فبكاه الصغير والكبير وحتى المسنون. لقد ودعك في تلك الليلة جمع غفير من المحبين والمخلصين.
رحل أبي: إلى الدار الآخرة وقلبه يتفطر حزنا لعدم قدرته على صيام شهر رمضان بسبب مرضه.
رحل أبي: وقلبه متعلق بالإيمان وطاعة الله.
رحمك الله.. لقد علمتنا الصبر عند الشدائد فما ضاقت بنا الدنيا إلا وفتحت لنا ذراعيك.
علمتنا يا أبي حب الآخرين والسماحة والطيبة وفعل الخير والتصدق. لقد كنت يا أبي من يفرج كربة المكروب عن الصديق والقريب وحتى مع من لا تعرفه.
والدي/ لقد كنت كريماً وفتحت أبوابك للبعيد والقريب. لقد كنت تحب الناس والناس يحبونك لمحبتك لهم.
والدي الغالي/ لقد سرت في حياتك على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما أمر به فكنت متمسكاً بأقواله وأفعاله وتوصينا بذلك في حياتنا وتعاملاتنا اليومية.
يا أبي: لقد كان فراقك خسارة كبيرة لا تعدلها خسارة في حياتنا وأدمى الحزن قلوبنا واحترقت جوانحنا وذرفنا الدموع.. ولكن إيماننا بالقضاء والقدر خففن علينا ألم المصيبة.
يا أبي: لقد كنت قدوتنا في كل شيء تعلمنا منك خلال حياتك معنى خصال الوفاء والصدق والإيمان ربيتنا تربية صالحة وزرعت فينا حب الخير والعمل به. لقد كنت توصينا بالتقرب إلى الله بالعمل الصالح وحب المساكين والعطف على الصغير واحترام الكبير.. وسوف نبقى على وصيتك ان شاء الله ما حيينا. كنت مدرسة كنت مرجعاً لأهل قريتك وكثير من الناس في أمور الشريعة والفرائض والتاريخ.
أبي: كل شيء في بيتنا يسأل عنك؟ مصحفك الذي كنت تقرأ فيه دائماً بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس يتساءل؟ سجادتك تتساءل؟ أين العابد الزاهد الذي كان يصلي ويعبد الله والناس نيام/ حتى عصاك التي كنت تتوكأ عليها إلى المسجد وتميط بها الأذى عن الطريق تتساءل؟ كل شيء في بيتك وغرفتك ومزرعتك.. يتساءل عنك؟
أبي: حتى طفلتي الصغيرة البريئة تسأل: «بابا جدي وين راح؟ بابا جدي سافر ليه نسي نظارته - مسبحته - حذاءه ساعته....» وانا والله لم استطع أن أجيب على اسئلتها المحرجة والمحزنة في وقت واحد؟
رحمك الله يا أبي: فقد انطفأ بريق حياتنا وسرُقت السعادة من قلوبنا واختفت الابتسامات من شفاهنا عند اجتماعاتنا التي كنت فيها المصباح الذي لا ينطفىء.
يا أبي: عزاؤنا الوحيد هو دعواتنا وابتهالنا الى الله العزيز القدير أن يجمعنا بك في جنات الفردوس الأعلى وإن يلهمنا الصبر على فراقك.
اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه فسيح جناتك واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقّى الثوب الأبيض من الدنس. {إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved