Friday 30th January,200411446العددالجمعة 8 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نبض المداد نبض المداد
ضرب الأطفال ورحمة الإسلام
أحمد بن محمد الجردان

توصلت دراسة ان ضرب الآباء لأبنائهم وتعنيفهم المستمر لهم يربي عقداً نفسية لدى الأبناء بل ويزيد من العنف الأسري إلى أن يتفاقم ويمثل مشكلة من الصعب مواجهتها، هذه الدراسة ليست هي الوحيدة بل ثمة دراسات أخرى تنحو المنحى ذاته غير انني أشير وأكرر وأؤكد إلى ما ذكر آنفا حول استمرارية الضرب وديموميته وآليته وهذه مشكلة بحق أورثت مشكلات ومعضلات انتجت لنا رجالا صاروا آباء، ونساء ضرن أمهات، لا يملكون ولا يملكن من الثقة بالنفس شيئا يذكر!! ولك ان تتساءل هل لهؤلاء الآباء وهؤلاء الأمهات أن يمنحوا الثقة لأبنائهم وبناتهم؟؟!!، أجد أن فاقد الشيء لا يعطيه، والخوف ان يلجأ أولئك الآباء والأمهات داخل بيوتهم في تربية أبنائهم وبناتهم إلى تلك المقولة الفاسدة التي كم سمعها الكثير وهي مقولة الأب للمعلم (لك اللحم ولنا العظم) وكأننا في مسلخ لا في مكان تربية وتعليم ولكن الحمد لله أن الله سلم بمنع الضرب في المدارس وان كنت أتمنى ان لا يمنع نهائيا لكن بودي أن يكون بضوابط!!!!، على العموم هذه النظرية الفاسدة سواء من الآباء والأمهات أو من المعلمين والمعلمات لاريب أنها غير منضبطة بضابط الشرع وميزانه!!، فالإسلام سبق كل الحضارات في ارساء ضوابط متناهية الدقة في الجانب النفسي والروحي والجسدي، فهو لم يترك الضرب تركا نهائيا ولم يطلقه على عواهنه وهذه من وسطية هذا الدين العظيم وشموليته لم لا يكون الإسلام كذلك وهو الذي قال الله عنه: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) وعلى ذكر هذه الآية قالت اليهود لعمر رضي الله عنه (إنكم تقرؤون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً قال: وأي آية؟ قالوا: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي)، قال: عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت على رسول الله فيه، والساعة التي نزلت فيها، نزلت على رسول الله عشية يوم عرفة في يوم جمعة)، نعود للحديث عن ضرب الأبناء ففي مرحلة الطفولة ترك الإسلام للطفل مرحلة اللعب وهي مرحلة تأسيسه قبل البلوغ حيث منع عنه الضرب حتى يأخذ حقه في اللعب واللهو، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب ابنيه الحسن والحسين رضي الله عنهما، بل إنه صلى الله عليه وسلم كان يُطيل السجود حتى لا يؤذي مشاعرهما، وذلك ليعلِّمنا الرحمة بأطفالنا، وهذا تأكيد ان تلك المرحلة هي مرحلة لعبهم ولهوهم، وقبل الحديث عن الضرب جدير بنا الحديث عن أن كثيرا من الأطفال يردعهم رؤية العصا، وأداة العقوبة فبمجرد إظهارها لهم يسارعون إلى التصحيح، ويتسابقون في الالتزام، وتتقوم أخلاقهم وسلوكهم، فقد روى البخاري في الأدب المفرد عن ابن عباس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتعليق السوط في البيت. وبعده يأتي شد الأذن فعن عبدالله بن يسر المازني رضي الله عنه قال:( بعثتني أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطف من عنب فأكلت منه قبل ان أبلغه إياه، فلما جئت أخذ بأذني وقال يا غدر) ابتدأ ضرب الطفل حين بلوغه عشر سنوات وليس ضربا على أي شيء بل هو ضرب لعدم أدائه للصلاة ففي الحديث (مروا صبيانكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر) وهذا الضرب لا يتعدى عشرا قال صلى الله عليه وسلم: (لا يجلد فوق عشر جلدات إلا في حد من حدود الله) كما أنه ضرب غير قوي ومبرح فهذا عمر رضي الله عنه يقول للضارب (لا ترفع ابطك) أي لا تضرب بكل قوتك وأن يكون مفرقا لا مجموعاً في محل واحد وأن يتجنب الوجه وأن يكون بين الضربتين زمن يخف فيه ألم الضرب الأول وألا يرفع الضارب ذراعه لنقل السوط لأعضده حتى يرى بياض ابطه، فلا يرفعه لئلا يعظم ألمه وأن لا ضرب مع الغضب والسب والشتم.الحديث عن ضرب الأطفال لا ريب أنه حديث مهم جدا وذو شجون لكن هذا ما سمح به المجال ولعل لي عودة بإذن الله للحديث عنه في وقت آخر.

ajardan maktoob.com.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved