Friday 30th January,200411446العددالجمعة 8 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

فتوى الأسبوع .................... فتوى الأسبوع ....................
سفر المرأة بدون محرم للحج والعمرة

سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى السؤال التالي: امرأة تريد السفر إلى جدة للعمرة، وودَّعها محرم لها من الرياض، وركبت الطائرة واستقبلها في جدة محرم آخر، هل يجوز ذلك؟
الجواب: إذا كان الأمر قد وقع فقد انتهى، ومع ذلك فإن هذا حرم عليها لأنها داخلة في عموم قوله (لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم)، وهذه امرأة سافرت بدون محرم فصدق عليها الوقوع في ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم قد تقول: إن محرمها إذا شيَّعها إلى المطار، واستقبلها المحرم الآخر زال المحذور، والرسول صلى الله عليه وسلم ما نهى عن ذلك إلا خوف المحذور، فإذا زال المحذور فلا بأس.
والجواب أن الرسول صلى الله عليه وسلم أطلق النهي قال: (لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم)، فقام رجل فقال، يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا فقال: (انطلق فحج مع امرأتك)، فأمره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يلغي الغزوة، وأن يذهب مع امرأته، وهل قال النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل: هل امرأتك آمنة أو غير آمنة؟ لا، هل قال معها نساء أو لا؟ لا، ولم يقل: هل هي عجوز أو شابة؟ ما قال. فالأصل بقاء اللفظ على عمومه، ولا سيما أن قصة هذا الرجل وقعت مؤيّدة للعموم، وأما كون محرمها يشيعها للمطار فأرجو أن تكونوا معي في هذه المسألة إن كنت أخطأت فصححوا خطئي وإن كنت أصبت فوافقوني على هذا وحذِّروا الناس، هذا الذي ذهب معها إلى المطار من العادة ان صالة المسافرين لا يدخلها أحد إلا المسافرون وحدهم فمحرمها سيشيعها إلى هذه الصالة ويرجع، هذا الغالب، وإذا رجع هل من المؤكد مئة في المئة أن الطائرة ستقلع في الوقت المحدد؟ لا, قد تتأخر. ثم إذا أقلعت في الوقت المحدد وسارت في الجو هل من المضمون بالتأكيد أنه سيبقى الجو ملائماً أو قد تحدث حالات توجب رجوع الطائرة؟ الجواب: قد تحدث مثل هذه الحالات، ثم لو فُرض أنها استمرت ووصلت إلى البلد الذي فيه الهبوط، فقد لا يتسنى ذلك فتذهب إلى مكان آخر، فمن يقابلها في المطار الثاني؟ وإذا قدِّر أنها هبطت في المطار الذي تريد الهبوط فيه فهل المحرم الذي كان من المقرر ان يقابلها هل مقابلته إياها مضمونة، وفي نفس الوقت؟ هي غير مضمونة، فقد يعتريه مرض، وقد يضيع، وقد تكون السيارات مزدحمة فينحبس بازدحام السيارات، كل هذا وارد، أليس كذلك؟ سلَّمنا أن كل هذه الموانع فقدت وجاءت المسألة على ما يرام، ولكن من الذي يجلس إلى جانبها في الطائرة؟ والله أعلم قد يجلس إلى جانبها رجل عفيف وغيور على محارم المسلمين فيحميها، وقد يكون أحسن من محرمها ، وقد يجلس إلى جانبها فاجر ماكر مخادع يغرها ويغريها، وما دامت المسألة خطيرة، والشارع له تشوُّف بالغ لحفظ الأعراض حتى قال الله تعالى (ولا تقربوا الزنى)( سورة الإسراء، الآية:32) ولم يقل: ولا تزنوا حتى نبتعد عن كل ما قد يكون سبباً للوصول إلى الزنى، فإن الواجب على المؤمن الخائف من الله تعالى الغيور على محارمه ألا يمكن أحداً من محارمه من السفر إلا بمحرم، وما أيسر الأمر اذهب معها وارجع فما فيه كلفة والحمد لله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved